قدم الرئيس/عبد ربه منصور هادي ـ رئيس الجمهورية ـ وببساطة ودونما هالة كلامية، ما يمكن أن يقدمه رجل جدير بتحمل المسؤولية من خلال زيارته المهمة إلى عدن وأبين،وفي ظروف استثنائية بالغة التعقيد وغير عادية، ولعل زيارته لأبين على وجه الخصوص في أجواء ملتهبة تقدمه الرجل الشجاع والقوي المؤمن بقضية الوطن اليمني دونما شطط ومغالاة وتهريج كلامي، وهي زيارة تخرس الأصوات النشاز من القوى(الكلمنجية) التي تبحث عن الوقيعة وتختط طريقاً للفرقة والانقسام كما هو حال الحراك المسلح الذي لا يمتلك أي مشروع لتقدم الجنوب رغم ما يزعمه من حرصه عليه وهو حرص لا يكون إلا بتمثل سياسة(طهران) في الفوضى وإشعال فتيل الفتنة واختيار القتل طريقاً لحرق قضية الجنوب التي لاتهمه..وهو أمر نحسب أن القيادة السياسية متمثلة في الأخ رئيس الجمهورية/عبد ربه منصور هادي أدركت حجم المؤامرة وتداعياتها وما يمليه الواجب هنا من تبصر واتخاذ الخطوات الضرورية بنفاذ بصيرة ووعي بالواقع و متغيراته، وذلك لإفشال القادم من (طهران) والذي ينفذ من خلال قوى ارتهانية ارتضت المتاجرة بالقيم والمبادئ والوطن وباتت تعيش سعار العنف وعرقلة العملية السياسية في البلاد والتي ستحدد معالم القادم عبر حوار وطني جاد ومسؤول، وهو ما أقلق الحراك المسلح الممول من الخارج، فذهب كل مذهب لخلق الفوضى و لجعل الجنوب مجرد رهينة يتكسب من خلاله.
وإذا نحن أمام قوى مأزومة والتعامل معها ينبغي أن يكون بإدراك الأجندة الخارجية ومحتواها السيء.
من هنا يقدم رئيس الجمهورية الصورة الواضحة والمعبرة في الحرص على الوطن اليمني كدلالة مهمة لكل مواطن في الجنوب والشمال أن يقوم بواجبه لرفض العنف بكل أشكاله ومضامينه،ورفض عرقلة عجلة البناء والتقدم التي بدأت تتحرك إلى الأمام، مما خلق حالة هوس لدى القوى المريضة، فعمدت إلى الدم وارتكاب الحماقات، لتكشف عن مخطط سيء، اليقظة له والاحتراز منه يتمثل في تكاتف الدولة والمواطن،وفي خلق علاقة ثقة قوية بين مكونات العمل السياسي والقيادة السياسية التي هي اليوم تعبر عن حضورها الفاعل والمهم في ما تقدمه من مواقف ومعالجات حقيقية لما حدث يوم 21فبراير وما بعده.
والقضاء على فعل المؤامرة، وتدشين مرحلة من البناء مهمة يتطلع إليها أبناء الجنوب الذين يستشعرون المسؤولية ويقفون بقوة إلى جانب الأخ الرئيس القائد/عبد ربه منصور هادي الذي يشتغل بحكمة وصمت وإرادة وإصرار لإحداث تحولات وطنية مهمة، تردم الماضي بكل سلبياته، وتؤسس لمناخات ديمقراطية أساسها الشراكة في البناء والمواطنة المتساوية.
على هذا الأساس تأتي زيارة رئيس الجمهورية لتعالج أوضاعاً تهدف وتنطلق وفق رؤية منهجية في عملية البناء التي من خلالها تفشل القوى الظلامية وتتعثر في دسائسها وتغدو صريعة فعلها الإجرامي الذي بات واضحاً ولا يحتاج إلى كبير عناء لفهمه ومن يقف ورائه ويموله، وبكل تأكيد فإن الزيارة في هذا الظرف البالغ الصعوبة وفي مناخ ملبد بالعنف،.يؤكد أننا أمام قيادة سياسية تعي مهامها الوطنية جيدا، وموجبات العمل السياسي وما تفرضه الأحداث من عمل دءوب لا يقف عند حدود إطلاق الكلام والانغلاق على المجتمع وترك تداعيات الأحداث تدحرج حتى تكبر ككرة ثلج يستعصي معها العلاج..
وفق هذا المنظور نحن نرى إلى الزيارة الاستثنائية لرئيس الجمهورية بأبعادها الوطنية أنها تمثل ـ في حد ذاتها ـ تأكيداً على رسوخ الوحدة الوطنية وتجذيرها كهوية انتماء في قلب وعقل الإنسان اليمني الذي لا يقبل بالمشاريع الصغيرة،ويقف في وجهها ويردم كل باب يؤدي إليها،على أننا هنا لا نجد معنى لمن يحاول أن يزايد من بعض القوى على هذه الزيارة ويعمد أن يركب أمواج الإدعاء وفق أهواء ورغبات تنطلق من مصالحه الذاتية، ذلك أن رئيس الجمهورية ـ الذي يشتغل بصمت وعمق إدراك لموجبات العمل الوطني ـ هو من يعير الواجب معنى ويحتفي بالوطن ويقدم الصورة المثلى لما ينبغي أن تكون عليه المسؤولية ويحثنا في نفس الوقت كمواطنين على أن نكون في مستوى تطلعات القادم واستحقاقات الحوار الوطني ورفض كل ما هو ماحق مدمر من أي قوى كانت.
هكذا نرى في معالجة فخامته للأوضاع في المحافظات الجنوبية بأنه يحقق أهم خطوات التحول التي غدت ضرورية ويفتح نافذة حياة جديدة ويعزز من الأمن والاستقرار الضروريين لتنمية شاملة وتدفق رساميل الاستثمار، والجنوب بكل تأكيد مهيأ لذلك حينما يسود الأمن ربوع الوطن، وفق هذا المنحى، نؤكد أن صياغة القادم وإنجاز الضروري في بناء الدولة اليمنية الحديثة لا يمر مطلقا من خلال العنف والحراك المسلح الذي يعتمد الفوضى والصراع أسلوبا في الكسب غير الشريف.
وإشارة الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي إلى تدخلات (طهران) السافرة في الشأن اليمني وفي أكثر من لقاء معه وخطاب وجهه تعزز القناعة لدى كل وطني شريف بأهمية العمل المبدئي والقيم النبيلة التي نحن أحوج ما نكون إليها،وقد تمثلها بحب وإخلاص ومسؤولية واقتدار في قيادة الوطن فخامة الأخ رئيس الجمهورية/عبد ربه نصور هادي، الذي نراه اليوم يعزز مكانة الوطن وتلاحمه في فضاء الحرية والعدالة وفي اتخاذ الخطوات القوية التي تكفل للمواطن التعبير عن رأيه وحقه في التظاهرات وتكفل في المقابل للوطن سيادته واستقراره.
محمد اللوزي
زيارة استثنائية لرئيس استثنائي 1447