برأيكم ماذا كان بيد الثورة والثوار أن يفعلوه أكثر من ما فعلوه وما قدّموه من التضحيات ليصلوا إلى ما وصلوا إليه.. وماذا كان سيحدث غير السيناريو المرعب الذي تجري أحداثه في الجريحة سورية لو لم يتدخل الحل السياسي بايجابياته وسلبياته.. لابد أن نقرأ الموضوع بكل أبعاده قراءة واقعية.. بعيداً عن المثاليات والتنظيرات والأحلام التي تصطدم بأول صخرة واقع تواجهها..
هناك من يحاول تصوير الصراع الذي بين الحوثيين وبين الإصلاح أو حتى السلفيين أنه صراع ديني أو طائفي وهذا تصوير فيه مغالطة ومحاولة لها أهدافها.. فـقــد عاش في صعده لعقود غلاة السلفيين وغلاة الزيدية والشيعة وثالثهما الشيطان الذي هو السلاح ولكننا لم نسمع بأي صراع حصل بينهما.. فلما أطلت قذارة السياسة برأسها حاولوا أن يُلبسوا محاولة توسع الحوثيين في صعدة وحجة وغيرها واعتدائهم على السلفيين وغيرهم.. لباس الدين والطائفية.
أمـّا في تعز فالصراع – أيضاً - ليس طائفياً وليس بين الإصلاح والحوثيين كما يروّجون.. ولكنه بين شباب الثورة بكل تكتلاتهم ومن بينهم الإصلاحيون وبين محاربين للثورة باسم الدفاع عنها وهم مجموعة من الليبراليين ومن بقايا النظام السابق والحوثيين- مفارقة عجيبة..
والإصلاح معروف عنه أنّ من إيجابياته أن ألغى الحواجز الطبقية.. والطائفية وهو يحوي تحت مظلته جميع المذاهب، فهو ليس مذهبياً وينبذ العصبية المذهبية ومن يقرأ أدبياته وما صرح به اليدومي قبل مدة وهو أن الفكرة لا تحارب بالسلاح وإنما بالفكر وبالحجة.. فلماذا هذا التضليل؟.. وماذا ومن وراءه؟.
•عن سورية الألم المجنون:
*كم يحتاج الشعب السوري مزيداً من الدماء والأشلاء..كي ينقشع دخان الدموع والدماء عن سمــاء سورية.. ويصافحها القمر.. كم تحتاج.. لنتحرك نحن"
تاريخ الثورات وشواهد التاريخ..تؤكد استحالة بقاء الأسد.. لكن المؤلم هو الثمن الذي دفعته وستدفعه سوريه لينقشع هذا الكابوس عن ترابها.
شرفة:
خسئت وخبت يا أسدُ... ومن بالعار تنفردُ
تدير الظهر للجولان.... وفي دم حمص تجتهدُ
وتشرب دمع سوريّة... وفي دم شعبها تردُ
سيكتب عنك تاريخٌ.... ويذكر فعلك البلدُ
وسوف تردد الأجيال.. ذاك المجرم الأسدُ.
جلال الحزمي
خواطر ثوريّة 1 1461