يوم الجمعة ظهراً قدمت إذاعة إب (FM) برنامجاً يقدمه المذيعان "خالد وحنان" وما استوقفني للاستماع إلى البرنامج هو الحوار الذي دار بين مقدم البرنامج ومشاركة في عدن إذ تحدثت المشاركة عن أبناء الجنوب ومعاناتهم وأن السبب في ذلك يرجع إلى الوحدة مع الشمال، قد تقولون في أنفسكم ما الجديد في ذلك!
الجديد أيها القراء الأعزاء أن مقدم البرنامج أعطى للأخت المشاركة مطلق الحرية في التحدث وسمح لها بإعطاء رأيها دون مقاطعة وحاورها وناقشها وقال لها: إن أبناء الجنوب كانوا يعانون في النظام الاشتراكي الذي كان يحكم الجنوب آنذاك وأنت لا تدركين ذلك لأنك في العشرين من عمرك!!
ليسمح لي مقدم البرنامج خالد، عندي توضيح بسيط جداً وهو أن فئة الشباب، من في سن العشرين أكثر فئة (ضد الوحدة) والسبب في ذلك أن الأغلبية الساحقة منهم عاشوا معاناة أسرهم إما بسبب التهميش والإقصاء، أو بسبب التقاعد الإجباري المبكر عن العمل فظروف الأهل تنعكس على الأولاد وتترك انطباعاً لديهم وفي حالة فئة الشباب من أبناء الجنوب فإن الظروف المعيشية الصعبة التي يمرون بها سببها الوحدة من وجهة نظرهم وبالتالي الانطباع المغروس لديهم سيء جداً تجاه الوحدة لأن الوضع المالي لدى الكثير من العائلات قد تدهور كثيراً بسبب تلك الإجراءات التعسفية التي أتخذت بحقهم فالكثير منهم حرموا من حقوقهم وكثير منهم أصيبوا باليأس وشعروا بالعجز وسيطر الغضب والحقد عليهم جراء ذلك.
ألا تعتقد معي بأن هذا كفيل جداً بأن يجعل (ابن العشرين) يدرك كم المعاناة الذي يعانيها أبناء الجنوب لأنه يعيش هذه المعاناة يوماً بعد يوم.
عموماً.. لابد وأن يدرك الجميع بأن أبناء الجنوب كانوا من أشد المطالبين بالوحدة اليمنية وقد كان شعارنا قبل الوحدة (لنناضل من أجل الدفاع عن الثورة اليمنية وسننفذ الخطة الخمسية وتحقيق الوحدة اليمنية)، هذا هو شعارنا قبل الوحدة فقد كانت الوحدة مطلباً شعبياً يطمح إليه كل أبناء الجنوب وليس أبناء عدن وحدهم وعندما توحدنا عمت الفرحة كل بيت وكل شارع وكل حارة فقد قبل أبناء الجنوب بأبناء المحافظات الشمالية كأخوة لهم.
وتعشم الناس كثيراً في الوحدة ولكن الوضع في المحافظات الجنوبية ساءت أحواله فقد توقفت مصانعه عن العمل وتقاعد الموظفون إجبارياً وأصبح الشباب عاطلين عن العمل، وموارده سلبت وثوراته نهبت.
أنا على يقين أن الأوضاع إن تحسنت وعادت كل الأمور إلى مجراها الطبيعي، وأزيلت المظالم واستعاد أبناء الجنوب حقوقهم المسلوبة وأموالهم المنهوبة ستجلى الغمة.
كروان الشرجبي
وقفة مع إذاعة إب 2257