إن نجاح الحوار الوطني يحتاج إلى إعادة روح الحب لكل اليمن واليمنيين، وأن يفتح كل اليمنيين صفحة جديدة وينسوا الماضي السلبي، وأن نجدد ونصلح النوايا، ونقول عفا الله عما سلف، وقد قيل: وإن الذي بيني وبين بني أبي وبين بني عمي لمختلف جداً.. فإن أكلوا لحمي وفرت لحومهم وإن هدموا مجدي بنيت لهم مجداً.. ولا أحمل الحقد القديم عليهم وليس زعيم القوم من يحمل الحقد..
وقبل ذلك يقول الله تعالى :(وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم) ويقول :( والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين )، ونتذكر قول الله سبحانه :(واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا ) ولنتذكر تلك الأوسمة التي وضعها نبي الرحمة وخص بها اليمنين بقوله: (الإيمان يمان والحكمة يمانية).
أيها العقلاء، أيها اليمانيون: اجعلوا من اليمن أسوة حسنة، ولا تجعلوها قدوة سيئة، لقد بدأتم الخطوة الأولى في الاتجاه الصحيح وحدة وفاق واتفاق رغم تلك الجروح النازفة، فلا تضعوا عليها الملح لتلتهب من جديد والعاقل من اعتبر بغيره.
أخاك أخاك إن من لا أخا له كساع إلى الهيجا بغير سلاح
وإن ابن عم المرء نصف جناحه وهل ينهض البازي بغير جناح
إن المطلوب من كل ممثلي القوى اليمنية في مؤتمر الحوار الوطني أن يجعلوه ورشة عمل كبرى لرسم ملامح مستقبل اليمن وصوغ قواعد جديدة تعيد تنسيق العلاقات بين المتنافسين فيه، فإن من مخاطر تعثره أن يحوله البعض إلى مناسبة للمكايدة،(والمكارحة) ليستفيد منها أصحاب المشاريع القروية والطائفية، خصوصاً وأن المؤتمر لم يسبقه بمصالحة من أي نوع، تزيح عنه
شبح التهاتر والتفاهات.. ومن هنا يبدو أن الواجب على الجميع التأكيد على ضرورة التفريق المسبق بين الثوابت الناظمة لليمن والثارات الخاصة بالأشخاص والمكونات حتى لا تذبح الثوابت على مقصلة الثارات والأصل هو إيثار ما هو باق على ما هو زائل.
محمد سيف عبدالله العدينى
استحضار حب الجميع لليمن 1386