يعرف الحوار بأنه فن من فنون الكلام والمحادثة, وصيغة متقدمة من صيغ التواصل والتفاهم, وأسلوب من أساليب التواصل والتفاهم, وأسلوب من أساليب العلم والمعرفة, ومنهج من مناهج الوعي والثقافة، ووسيلة من وسائل التبليغ والدعوة, استعمله البلغاء والفصحاء في صناعتهم, وعمدت إليه الشعوب في تواصلها وتفاعلها مع غيرها ممن يحيط بها, واختطه المفكرون والمربون أسلوباً ومنهجاً في تعليمهم, واعتمده الأنبياء والرسل والمصلحون في دعوة الناس إلى الخير والفضيلة والرشاد, ويعرف بأنه نوع من الحديث بين شخصين أو فريقين, يتم فيه تداول الكلام فيما بينهما بطريقة متكافئة, فلا يستأثر به أحدهما دون الآخر, ويغلب عليه الهدوء والبعد عن الخصومة والتعصب.. ويعرف بأنه عبارة عن كلام ومحادثة, وصيغة تواصل وتفاهم, يقوم بين شخصين أو أكثر, بطريقة متكافئة بهدوء, بعيداً عن الخصومة والتعصب واستفزاز الآخر, مع احترام الآخر ومحاولة معرفته على حقيقته.
وقد وصلت البشرية إلى مرحلة إدراك أهمية وضرورة ثقافة الحوار، وخاصة بعد الحرب العالمية الثانية وما بعدها وصل العالم إلى قناعة بأن الحروب والصراعات لم تحل المشكلات وإنما عقدتها.
إن ثقافة الحوار بكونها مجموعة مبادئ وممارسات تجعل المجتمع البشري أكثر أمناً وسعادة، ولا شك أن الحوار وسيلة لوأد الأفكار المتطرفة والآراء المعادية للإنسان, لأنه من خلال محاورة الغلاة من أرباب الأفكار المنحرفة والآراء الشاذة المنافية للطبيعة البشرية, يمكن إظهار تهافت تلك الأفكار وضحالتها.
محمد سيف عبدالله العدينى
الحوار الشامل....... 1639