يعلق اليمنيون على مؤتمر الحوار الوطني جميع آمالهم لحل المشكلات المعقدة التي ورثها لهم النظام السابق الساقط، فالوطن منهك بهمومه وأحـزانـه وأنـاتـه وأوجاعـه، عبث بالمقدرات وأهلك الحرث والنسل, دمر بسيئ أفعاله الأرض والإنسان معاً, أصبح الفساد والعبثية والفوضى السلوك المفضل لديه في جميع مناحي الحياة، لم يترك لوطنه قيمة ولا قيماً حول البلد بقبح أفعاله الذي حول الوطن إلى أشباح، وكواه بالفقر والجهل ليتمكن من حكمه فترات طويلة وصيره لقمة سائغة له, جرد القبلي من أخلاقيات قبيلته، وأفقد المهني قواعد مهنته، فشاع نظام الغاب في كل مناحي الحياة ليأكل هنا القوي الضعيف، قلب موازين الحياة ليجعل من اللص شريفاً والعكس, قدم الجهلة على المتعلمين ومكّـن الفاسدين المواقع ليقصي الأكفاء والنزيهين وقرب منه أصحاب الولاءات وأبعد عنه أصحاب الكفاءات، كره اليمنيين بوطنهم وأصبح البلد في ظل حكمه فاشلاً عند الجيران والأصدقاء ليجعله في مؤخرة الركب في كل شيء، وكل هذا وذاك أخرج عليه شعباً بالكامل ليثور عليه ويطالبه بالرحيل ليرحل مكرهاً لا بطل، رحل وترك لنا وطناً وحدته مهددة واقتصاده في الهاوية وصحته غائبة وماليته منهكة وأمنه منفلت وتعليمه فاشل وقضائه غير مستقل وإعلامه بلا مهنية ومائه ملوث ورياضته متأخرة والكهرباء مخربة والطرق محفرة ومكسرة، ومشاريعه معطلة وثرواته منهوبة وسلاحـه متهالك، سفراؤه غافلون ومغتربوه مظلومون وزراعته محدودة وطلابه عاطلون وصناعته وتجارته رديئة وسياحته واستثماره معطلة حقوق الإنسان منتهكة، ثقافته قاصرة وأوقافه ضائعة، ونقله ووسائل مواصلاته قديمة، نوابه نائمون وشواره غائبون، شؤونه الاجتماعية مستحوذ عليها، ومحلياته فاشلة..
وهناك أمور لا حصر لها ولا يتسع المقام هنا لذكرها, فبفضل الثورة المباركة وصلنا إلى مؤتمر الحوار الوطني لنحل جميع مشاكلنا وبلا استثناء لإنقاذ بلدنا من الخراب والدمار والفشل وعلينا الابتعاد عن التمترس خلف قضايانـا الفرعية, لأن حل مشكلة الوطن كفيلة بحل جميع مشاكلنا, فلنكن شركاء للبناء لا الهدم لنصل إلى اليمن الجديد الموحد من تريم وحتى يريم وليكن شعارنا في المرحلة القادمة " نعم لإنجاح الحوار".
فكري عبداللطيف الشرماني
نعم لإنجاح الحوار 1520