سؤالان محيران قيد يسأل البعض نفسه بهما: هل فعلاً تمتلك جماعة الحوثيين الكم الهائل من السلاح والنوعية تلك التي من شأنها ان تكون مصدراً للقلق على الأمن القومي اليمني والعربي؟.. ثمة من قد يراهنون على عدم استنادها على مقومات المعلوماتية مع انها تحمل في مضمونها ادلة دامغة تكشف خفايا واسرار ما يدور في اروقة المتاجرين بقضية اليمن وشعبها..
لقد عاش اليمن صراعات في الماضي ومن اشدها هي حرب صيف 1994 وتعرف أيضاً بحرب 1994 أو حرب الانفصال اليمنية ، حدثت في شهري مايو ويوليو بين الحكومة اليمنية والحزب الاشتراكي اليمني خلفت ما بين 7000 قتيل وترجع اسبابها انه حينما شعر الجنوبيون أن البرلمان المنتخب لا يمثلهم كون الأغلبية من المحافظات الشمالية لليمن اشتبكت القوات وقدم أنصار علي ناصر محمد الجنوبيون الدعم للقوات الحكومية والقبائل واشترك في الحرب الأحزاب الإسلامية في الجنوب المعادية للحزب الاشتراكي ودعمت السعودية الحزب الاشتراكي خلال الحرب على الرغم من موقفها المعلن والمعروف من هذه التوجهات السياسية وانتصرت الحكومة اليمنية التي تصف الحرب بحرب الدفاع عن الوحدة بينما يصفها كثير من أبناء المحافظات الجنوبية بحرب احتلال الكثير من الأراضي والممتلكات اقتطعت لصالح مسؤولين ومشايخ قبليين من المحافظات الشمالية وسعت حكومة علي عبد الله صالح إلى مداهنة الجنوبيين عن طريق تعيين رؤساء ووزراء من الجنوب..
منذ بداية الوحدة أسس أبناء المحافظات الجنوبية عدة حركات سلمية التي تجمعت في قوة واحدة تعرف بالحراك الجنوبي للمطالبة بحقوق الجنوبيين الذين يشعرون أنهم يتعرضون للإقصاء والتهميش من قبل الحكومة اليمنية ودعت منظمات حقوقية عالمية الحكومة اليمنية للاستماع لمطالب الجنوبيين وأدانت سياستها تجاه المظاهرات السلمية التي بدأت في عدن منذ 2007ثم توالت ردود الأفعال المتعلقة بقضية الجنوب.. المهم في الأمر اننا ندرك مما ذكرناه ان قضية الجنوب معقدة وترجع اسبابها إلى حقبة من الزمن مورس من خلاله الظلم على الجنوب, المسؤول الأول عن ذلك هو علي عبدالله صالح وحكومته.. حينئذ نستحضر ان الظلم الذي تدعيه جماعة الحوثي كذب وأنه لم يكن هناك ظلم إذا ما نظرنا إلى الجنوب, فالظلم الذي يدعيه الحوثي وجماعته غير وارد بتاتاً, لذلك ما اندلعت الحرب الأولى إلا عندما هاجمت جماعة الحوثي الجيش اليمني بشكل مستفز ولم تتقيد بالنظام اليمني, مما يدلل على ان امراً يدبر في ليل وان نوايا الجماعة هو إقامة دولة شيعية داخل الدولة كما فعل نظراؤهم في لبنان, اليست دولة حزب الله قوة تضاهي قوة الدولة اللبنانية قيادة وتسليحاً تحت عباءة المقاومة وهذا ما ينظر له الحوثيون في اليمن والسيطرة على صعدة تشهد بذلك, ليست صعدة فحسب بل الحروب التي اقامها الحوثي إبان ثورة الشباب, حين استغل الحوثي فراغ السلطة عام الثورة في صنعاء فسعى يمرر مشاريعه بالسيطرة على حجة والجوف وعمران وغيرها من المناطق, لكنه لقي تصدياً رهيباً من قبل القبائل التي واجهت قوته ورجاله وعتاده, فلم تسيطر سوى على المناطق التي يقطنها زيود تأثروا بمنهج الحوثي وبحزب الله وإيران وكأنها منظومة, لكن الدمار والخراب والقتل والجراح والتشريد الحق ضرراً كبيراً بأصحاب تلك المناطق والذين لم يعلموا ان عدواً يترصد لهم ويدبر للقضاء عليهم في ليل تكسوه عباءة الطائفية بمنطق التصدي للأعداء الحقيقيين, فسلاح الحوثي لم يكن لرد ظلم وقع على الجماعة, مع ان الشعب اليمني يؤمن بالتعدد الفكري والمذهبي مع اننا تحت مضلة الوطن إخوة يجمعنا الوطن والأرض التي نعيش عليها وإن لم يجمعنا الدين والمذهب, بل وظل الشعب على هذا النسيج حتى فتحت ابواب النيران القادمة من إيران وتصاعدت السنة اللهب بعد احتلال إيران للعراق عام 2003م, فعصفت بالعراق ومقتل رئيس الوزراء المحسوب على السنة الحريري 2005في لبنان والحروب التي خاضها حزب الله حتى مزق الجسد اللبناني وكان من اماني إيران ان يصنع لها الحوثي في اليمن ما صنع نظراؤه بدول الجوار ولكن الله سلم دون ان يحدث ما يخطط له الحوثيون إلا شيئاً يسيراً.. فمن هنا يأتي خطر السلاح التي جاءت به إيران الى المستغيثين دعمها في صعدة, حيث انه لا يمكن ان تحدث تسوية اوحل الخلافات اوان يستقر وضع البلد ويعود للطبيعة من دون ان ينزع سلاح الحوثي وفي ذلك تأتي مصلحة الشعب العليا في حماية امنه واستقراره يغدو ويروح ابناءه شمالاً وجنوباً لا يعيق مغداهم وسراحهم احد في ظل دولة يعيش تحت سقفها شعب متعدد الديانات والمذاهب والسبل, لا تفريق بين احد على الآخر, سيفها العدل وسهامها المساواة, تحتكر السلاح الذي يحمي الوطن والمواطن في يدها بغض النظر عن الانتماءات أياً كانت ولا تسمح لأحد ان يتسلح, لأنه من المؤكد ان من يسعى ليجلب السلاح بين إخوانه إنما يريد أن يلحق السوء بهم وينفذ اجندات خارجية, مع اننا سنكون من يحمي الحوثيين إذا اعتدي عليهم, رافضين الظلم أن يقع عليهم طالما نحن إخوة لا تفرق بيننا المذهبيات والعصبيات وكافة انواع التفريق المذهبي والعنصري, مؤكدين أن من يحمل السلاح يسعى لتمزيق اليمن والنيل من استقراره وسيادة اراضيه, يؤكد ذلك ما تمر به الأمة من مخاض عسير تتمخض ولادته عن جيل يحمل الحقد والكراهية وهي في الحقيقة مسارات قذرة تسعى إليها اطراف إقليمية, يبدأ تحريف مسارها بنزع السلاح الذي ترتكز على ايدلوجية لتحقيق أطماع الخارج.. والسلام.
omerawl@hotmail.com
عمر أحمد عبدالله
رسائل تحت المجهر نزع سلاح الحوثي تحقيقاً لمصالح الشعب العليا 2108