في الذكرى الثانية لذكرى مجزرة جمعة الكرامة لن ننسى تلك الدماء الزكية والأشلاء الطاهرة دماؤهم سكبت وجراحاتهم غارت وارتفعت الأصوات بالتكبير والتهليل لسقوط شباب في رياعين شبابهم قدموا أنفسهم من أجل أن يحيا شعبهم الكريم ولكي يحصل على كرامته أكرمهم الله بالشهادة في يوم كريم سموه يوم جمعة الكرامة لترفع هنا الكرامات مشروعهم ثورة كريمة لا ذنب لهم أن يقتلوا سوى أنه كرماء ويريدون تحقيق الكرامة لأمتهم جمعاء.
اعتلى قاتلوهم أسطح المنازل بجوار ساحتهم بقناصاتهم وسلاحهم لينتظروا إشارات القتل من رأس الإجرام أثناء مروره من على طائرته ليبدأ عندها القتلة بتنفيذ مخططاتهم الإجرامية ليسقطوا الشهيد تلو الشهيد والجريح تلو الجريح أعداد مهولة بوابل من الرصاص الحي لشباب أعزل اخترقت صدورهم ورقابهم وترتفع أنفسهم البريئة إلى باريها إكراماً لوطنهم. بحق أنتم الكرماء وقاتلوكم جبناء، فإليهم نقول إن تلك الدماء الكريمة التي فضحت مكركم وسيء أعمالكم وهي من قدمتكم إلى العالم بأقبح صورة، وهنا نترحم عليهم ونسأل الله أن يكرمهم مع الشهداء الأبرار والصالحين الأخيار ونذكر قاتليهم ومصاصي دمائهم وناهبي ثروات بلدهم وأيادي الغدر والخيانة: قتلتم شبابنا لتجهضوا علينا ثورتنا ففشلت جميع مخططاتكم.
فوالله ما زادت دمائهم الطاهرة ثورتنا إلا إشتعالاً وإن قطرات دمائهم هي من أسقطت مشروعكم العائلي وجردكم من مناصبكم وهي لعنات عليكم تلاحقكم ليل نهار لتحصلوا على جزاءكم وعقابكم وقريباً تصل يد العدالة إليكم لتطبق فيكم القصاص عاجلاً أم آجلاً، لأن شباب الثورة وأولياء الدم لن يفرطوا بتلك الدماء الزكية ولن يهدأ لهم بال حتى يروكم معلقين في حبال المشانق وقد شربتم من نفس الكأس الذي أسقيتم منه شعبكم.. أيها الحاقدون لقد أخزاكم الله بفعلتكم الشنيعة في جمعة الكرامة بقتلكم شباب الثورة، ونقول لكم إن ثورتنا مستمرة حتى تتحقق كامل أهدافها ولتعلموا أن دماء الشهداء وجراحات الجرحى هي ثورة لن تتوقف، وهي شرايين يسري في عروقنا، ونذكركم أن حقاً لن يضيع وراءه مطالب مهما طال الزمن أو قـصـر.
فالرحمة لشهداء الثورة الأبـرار والمعافاة لجرحاها الأبطال، والنجاح للحوار والخيبة والعار لمصاصي دماء شهدائنا الأبرار ولا نامت أعين القتلة الفجار ومصاصي دماء الكرماء.
فكري عبداللطيف الشرماني
جمعة الكرامة ومصاصو دماء الكرماء 1584