ربما نستطيع ان نسمي ما حصلت عليه فلسطين في الأمم المتحدة وهو مقعد بصفة مراقب وعدالة المجتمع الدولي وإن كانت ضئيلة بما هو حاصل على ارض اليمن وبوجه الخصوص في محافظة صعدة التي احتلتها المليشيات المسلحة التابعة للحوثي.. ليس حديثي في هذه النافذة موجهاً لأي شخص بقدر ما هو موجه إلى الرئيس/ عبدربه منصور هادي، الذي لم يكن ليولي قضية صعدة المكانة التي ترسبت فيه إلى حد انه لم يمثل أحد أبناء صعدة في مؤتمر الحوار الوطني في مقابل مندوبي كل المناطق بما فيهم 35يمثلون الحوثيين الذين يرفض ابناء صعدة ان يكونوا ممثلين لهم، فأين العدالة وأين ثورة التغيير؟ وأين من ثاروا على حكم صالح لينصفو أهل صعدة الذين لم يقبلهم المجتمع بكل اطيافه للدخول بمؤتمر الحوار ليبلغوا الجميع عن قضية ارضهم وإنسانهم بمن فيهم الأخ الرئيس/عبدربه منصور هادي الذي رفض ان يكون لهم أي نسبة بهذا المؤتمر؟ هل يعني ان ابناء صعدة منبوذون بالنسبة لكم يا فخامة الرئيس ام ما هو المبرر في عدم تنسيب صعدة في الحوار؟ أم أن أهل صعدة لا يحملون السلاح كجيرانهم الحوثيين؟ هل يعني سلميتهم إقصائهم من مؤتمر الحوار؟ مالكم كيف تحكمون في وقت يقف الجميع يتحدثون عن قضاياهم بكل سعه ورحب بينما كنا نأمل في ان يقف أحد أبناء صعدة ويقول للحاضرين :إننا في صعدة مضطهدون من قبل الحكومة قبل ان نقول مليشيات الحوثي.. وعندما نتكلم عن مليشيات الحوثي لا يعني اننا نزايد على حد وصف البعض من يمسك الزمام في صعدة من يسيرها كيف ما يشاء، هل يوجد موظفون حكوميون في صعدة كما هو موجود في المحافظات الأخرى؟ هل صدر قرار رئاسي من الرئيس هادي يشمل صعدة منذ توليه الحكم سوى قرار إعادة الترميم والإعمار؟ اليس محافظ صعدة أحد تجار السلاح أعلن انه محافظ لمحافظة صعدة من غير تعيين؟ مع ان له الحق في ان يكون محافظاً طالما انه حوثي ومن ابناء صعدة ولكنه يجب ان يتبع نظام صنعاء ويتخلى عن سلاحه وكذلك كافة الحوثيين الذين لم تتلطخ ايديهم بدم الأبرياء الذين فرض عليه القتل.. إذا كنا حقاً منصفين فوالله اننا لم نترك الصعداويين يتيهون في مخيمات اللجوء بحيث لا يمثلهم أحد بمؤتمر الحوار.
 يا فخامة الرئيس إن الحوار ليس لإيجاد الفتن والضغائن بين ابناء الشعب الواحد كما صممتم له ولكنه يجب ان يكون حواراً راقياً يلتقي فيه الخصمان على الطاولة اما لإيجاد الحلول الجذرية، فتطرح قضية السلاح وتحل مشكلته على اساس التوافق، بحيث لا يتم الفرض من قبل اي طرف.. وكذلك قضية الحماية للجماعات والمنظمات ودور الحديث ولا نستثني حماية الحوثيين ايضاً مع انصياعهم لمقررات المؤتمر وكذلك قضية النازحين ومن يعيشون في العراء في مخيمات اللجوء وإعادتهم إلى منازلهم مع ضمان كافة حقوقهم كغيرهم من سائر الفئات.. لم نكن في يوم ما لنسمي الحوار حواراً إلا ليحد من المشاكل ويصنع المستقبل للذين عانوه كثيراً مع حفظ الحقوق والحريات لكافة الشرائح.. لا حديث في الحوار عن العقائد والمذاهب والديانات للتمايز من خلالها وإنما ينصب الجهد إزاء الوطن لنرسم ملامح مستقبله بأنامل المساواة والعدل واستبعاد الأنامل التي ضغطت على الزناد طوال الحقبة الماضية والتي رسمت أسوأ تاريخ لليمن.
 حري برئيس توافقت عليه كل اطياف المجتمع اليمني ومن قبلها الشعب اليمني /عبدربه منصور هادي ان يغير المعادلة ويسعى لرسم المستقبل الصحيح الذي يتطلع إليه كافة ابناء اليمن وليس كما حصل بإقصاء أبناء صعدة في ان يخرجوا للعلن ويبلغوا الرأي العام عن ما يحدث ويحصل لهم وما يعانونه من ويلات قد تصيب المجتمع بأكمله كما اصابت الجسد السوري بأكمله.
 إن الحوار يجب ان يدخل من ابوابه كل من اصابتهم الصراعات والمشاكل التي فرضت عليهم من غير إرادتهم ونحن نتابع نجد الإقصاء والتهميش لقلب صعدة التي عانت كثيراً، فلا تكونوا سبباً في زيادة الطين بله والسوء علة وأنتم وليتم اليمن بما فيها قضية صعدة امانة في اعناقكم فلا تكونوا سبباً في تركها للغبار واعيرة النار وركام الجثث والتي نعي جميعاً ان صعدة مستهدفة إقليمياً ودولياً.. يجب ان تحل القضية ويتدارك الأمر طالما ان هناك طاولةً ضمت جميع الفرقاء السياسيين وليس لشيء سوى مالم يكن لليمن اكثر من غيره.. الحوثيون دخلوا الحوار وجيهان 1 تحط رحلها على السواحل اليمنية، تتلوها جيهان2و3و4و5 إلى مالا نهاية ليس إلا، وفي مقابل ذلك ستتدفق الأسلحة على السلفيين وكذلك القبائل ومن هم من أهل السنة حتى ينفجر الصراع في وجه كل من دخلوا قاعة الحوار، أم انكم ستنتظرون دروساً أقوي كالدروس المجاورة لتفيقوا من غفلتكم وتصحوا من سباتكم؟ اليس هذا كاف.. يجب ان يكون كافياً، لأن ماهو اكبر فتنه يحترق بنارها الجميع، فبعد الشرر تأتي السنة اللهب، فالشرر رجاء في ست حروب صعدة وفي كشر حجة وعاهم ومستبأ حجة أيضاً وعمران وسفيان والجوف وغير بعيد عنا ساحة التغيير في صنعاء بمنطقة الدائري الجامعة الجديدة الستين، اليس كافياً؟ فبعد هذا لن تأتي سوى ألسنة اللهب لتحرق الأخضر واليابس، الحرث والنسل ولو انكم تريدون فلماً وثائقياً عن المستقبل في حل لم يمثل جميع اطيافه للحوار فسوريا فلماً وثائقياً رائعاً لتحكموا بالعدل وتنصفوا للمظلوم، فصعدة اليوم اصبحت تعيش تحت سياط ظلمكم واَخرين فندعوا الرئيس هادي ونحن نقف على احر من الجمر ان يعيد حساباته التي اخطأ فيها وإلا فلن تنالوا البر حتي تمثلوا صعدة التمثيل العادل في مؤتمر الحوار وإذا لم يستجب لتمثيلها التمثيل العادل في مؤتمر الحوار فإن المعاناة ستبدأ مرحلةً جديدة إبتدأت في 18مارس 2013وهوالفصل الثاني والذي سيكون أشد قساوةً وتنكيلاً بمحافظة صعدة التي تشكو حالها وأمرها إلى الله قبل الرئيس هادي.. والسلام.
omerawl@hotmail.com