;
عباس الضالعي
عباس الضالعي

أعلن انحيازه لصالح اليمن وثورته.. اللحظة التي أنهت حكم صالح 1818

2013-03-21 18:22:34


اليوم هو الذكرى الثانية لإعلان قائد هيئة انصار الثورة اللواء/ علي محسن الأحمر, قائد الفرقة الأولى مدرع, وهيئة انصار الثورة تأييدهم لثورة الشباب الشعبية السلمية وانحيازه الى الشعب وثورته، حيث شكل إعلانه تأييد الثورة الشبابية حدثاً بارزاً وفاصلاً في مسار التغيير الثوري لإسقاط نظام الرئيس السابق/ علي صالح الذي ظل حاكماً لأكثر من ثلاثة عقود مضت.. موقف اللواء/ علي محسن الأحمر ودوره في إسقاط نظام وحكم علي عبدالله صالح كان متوقعاً لما يتمتع به هذا القائد من صفات قيادية وعلاقات قوية وقدرته على تحريك الأحداث والتأثير الايجابي بمساراتها ومفرداتها.. اللواء علي/ محسن الأحمر لا يمكن وصفه بالقائد البارز والناجح فقط وإنما يعتبر منظومة متكاملة, فهو يمتاز بالدهاء والحنكة والحكمة ويجمع بين القائد العسكري الاستثنائي القوي والسياسي القادر على صياغة مواقف ايجابية وهو الشخصية الاجتماعية القوية, لأنه الأكثر تأثيراً واحتراماً بين زعماء ووجهاء القبائل, كما انه يعتبر شخصية مدنية, لأنه القائد العسكري الوحيد الذي يدعو لدولة القانون والنظام ويمتثل لها قولاً وعملاً..
موقف اللواء/ علي محسن الأحمر بإعلانه تأييده لثورة الشباب الشعبية السلمية سجل موقفاً نادراً على مستوى ثورات الربيع التي اندلعت في وجوه الطغاة مطلع ربيع 2011م, فلم نجد ان قائداً كبيراً يعتبر الشخصية الأقوى في منظومة الحكم ان أعلن تأييده علناً ومن وسط العاصمة ومن داخل مكتبه وأعلنها لسانه وفمه ونقلتها الفضائيات لحظة إعلان ذلك الموقف، هذا يعد مكسباً انفردت به الثورة اليمنية دون غيرها ويعد موقفاً حصرياً لثورة الشباب السلمية، واذا كان هناك مقارنة بين ثورة اليمن وباقي ثورات الربيع العربي فإن اليمن انتصرت فيها السلمية وتغلبت على القوة والجبروت وهذا كله بفضل موقف اللواء/ علي محسن الأحمر.
اليمن كانت تتجه الى معركة دموية بناء على وعد الرئيس السابق حين هدد وتوعد بالذين ينادون بإسقاطه وإسقاط نظامه, توعدهم بأن الدماء ستسيل للركب وان الحرب ستكون من طاقة الى طاقة وهذا الوعد كان قد بدأ ينفذ عملياً على الأرض وكانت بدايته الحقيقية يوم 18 مارس 2011م, يوم جمعة الكرامة التي شهدت مجزرة من ابشع مجازر الإنسانية وغضب لها الضمير الإنساني المحلي والإقليمي والعالمي, لأنها نفذت بنوع من الحقد وشراسة الإجرام.. اللواء علي محسن الأحمر استلهم حينها أمانة المسئولية كقائد عسكري في اهم وحدات الجمهورية اليمنية العسكرية واستحضر مكانته القوية وعلاقاته الايجابية وتحت دواعي الواجب الوطني والقانوني في لحظة عصيبة ومعقدة وتجاوز كل شيء ما دون اليمن وشعبه ومصالحه وانحاز في لحظة تاريخية مهمة لصالح الوطن وشعب اليمن, ملبياً نداء ضميره وإنسانيته التي رفضت سفك دماء اليمنيين الأبرياء دون وجه حق ودون ذنب وكل ذنب هؤلاء الشباب انهم خرجوا على حكم افقدهم مستقبلهم وأضاعهم وحولهم الى فقراء وعاطلين.. اللواء/ علي محسن الأحمر لم يتوقف عند التأييد بحد ذاته ولم يكتف بحماية ساحة التغيير بصنعاء من خلال توزيع جنود الفرقة الأولى مدرع الأبطال على مداخل ساحة التغيير بالعاصمة صنعاء، ولأنه الرجل والقائد الخبير بنوايا الحاكم الطاغية ومدى دمويته كان يعرف ان صالح لن يتوقف عن ممارسة القتل على مستوى اليمن ,فكان اللواء/ علي محسن الأحمر هو الأذكى والأدرى بمخططات صالح الإجرامية ويعرف اللواء/ علي محسن بطريقة تفكير من كان رئيساً حينها ويعرف بنقاط قوته وضعفه، فتوكل على الله واستعان بالمخلصين والشرفاء من أبناء الوطن واستخدم كل ما بيده من قوة ووظف معها علاقاته وخبرته من اجل محاصرة أدوات القتل في مكانها وأوقف حركتها وتحركها..
لم يكن خافٍ على احد ان إعلان اللواء/ علي محسن احدث صدمة انهزامية عند صالح وفريقه ونزل عليهم كالصاعقة- وكان كذلك- وهذه الصدمة تحولت الى عنفوان انتقامي جنوني مدعوم بهوس القوة وطاحونة التضليل الإعلامي وجيش من المطبلين والمصفقين ومعززاً بالقوة العسكرية التي يمسك بها أبناؤه وأبناء عائلته وأقاربه ما دفع بالرئيس السابق الى حتمية الانتقام من اللواء ومن الثورة وكل من التحق باللواء وأيد موقفه ووصلت جنون العظمة بصالح الى اتخاذ قرار بحسم وسحق ما اعتبره هو تمرداً عسكرياً وشعبياً في وجهه بزعامة اللواء/ علي محسن الأحمر..
علي صالح حينها كان يمسك بثقة تامة بمفاصل العتاد العسكري ولا يثق بولاء العسكريين داخل معسكراته العائلية وكانت القوة العسكرية هي الدافع القوي عند الرئيس السابق للانتقام على كل من تمرد عليه وخرج على نظامه، كانت المعسكرات التابعة للحرس العائلي حينها تتمركز على أطراف ومداخل العاصمة وهذه المعسكرات مجهزة بعتاد عسكري نوعي ويتواجد بداخلها وحدات خاصة لمكافحة إرهاب الشعب ضد حاكمه والممولة أمريكياً، اتخذ الرئيس السابق بتحريكها الى مدينة صنعاء من اجل سحق الخارجين والغاضبين على نظامه وهدفها الأول هو القضاء على اللواء/ علي محسن الأحمر مهما كلف ذلك من ثمن والثمن حينها هو مزيد من القتل وسفك الدماء..
مشكلة الرئيس السابق انه لن يرتقي بتفكيره أسوة بتفكير اللواء/ علي محسن الأحمر ونسي صالح ان اللواء/ علي محسن قد كتب نهابة حكمه ودولته واسقط نظامه، فاللواء علي محسن وهو القائد العسكري و الشخصية التي تفكر بدهاء وعلى هذه الصفات اتخذ قراراه بعد ان استجمع واستحضر ردة فعل صالح سياسياً وإعلامياً وعسكرياً وكان اللواء يضع أمام عينيه كل الخطط والاحتمالات التي سيواجه بها خطط صالح الانتقامية, فكان هو السباق لوقف زحف آلة القتل القادمة زحفاً على صنعاء العاصمة من ارحب ونهم والحيمة من خلال تحريك الالوية العسكرية في جبل الصمع وخشم البكرة وثومة وفرضة نهم وقوات الحرس المتواجدة في جبل المنار في الحيمة، كان الاعتقاد يقينا عند المخلوع بأن هذه القوات كفيلة بالقضاء على اللواء علي محسن والفرقة الأولى مدرع ومعها تقضي على ثورة الشباب الثائر وتصفي ساحة التغيير من أي تواجد للثوار..
عمل اللواء على وقف زحف هذه القوات ووقف تحريكها ومحاصرتها في أماكنها دون أن يحرك أي ضابط أو عسكري من جنود الفرقة ودون تدخل مباشر لجيش أنصار الثورة واكتفى بتوظيف علاقاته مع رجال القبائل التي كان لها الدور البارز في محاصرة تلك المعسكرات في ثكناتها وحولها اللواء علي محسن إلى نقمة وعبئ ثقيل على الرئيس السابق، إضافة إلى ذلك والتزاماً بوعده بحماية الثورة وشبابها في كل الساحات المتواجدة في المدن والمحافظات ..قام اللواء بتحريك الموالين له من رجال القبائل والشرفاء والمخلصين لحماية الساحات ومواجهة القوات العائلية التي حاولت تدمير الساحات وسفك دماء الشباب الثائر، فتم تعزيز أنصار اللواء علي محسن لحماية الساحات وكان ذلك في تعز وعدن وحضرموت والحديدة وذمار وإب وحجة والبيضاء ومأرب وشبوة والمهرة وحماية أي ساحة وفي أي مدينة.. ولم يكون حماية الساحات هو الهدف, بل عمل اللواء على وقف نقل العتاد العسكري من الموانئ والمطارات والمدن وكانت مهمة رجل القبائل التي ترتبط باللواء علي محسن الأحمر بعلاقات قوية ووثيقة ان تكفلت بوقفها وانتزاعها لصالح الشعب فتم توقيف مئات القوافل والشحنات في أكثر من طريق على مستوى طرق اليمن وكانت هذه خطوة محسوبة لصالح اللواء/ علي محسن الأحمر وضمن مواقفه الوطنية المنحازة لصالح الشعب.
موقف اللواء علي محسن الأحمر وتأييده للثورة الشبابية الشعبية السلمية أعطى دفعة قوية للقوى السياسية المعارضة وقياداتها من خلال توفيره الحماية لها بعد ان كانت مهددة بقذائف صالح ورصاص بلاطجته، ومثلما ما كان له دور في الحماية والمواجهة كان له دور في الحفاظ على سلمية الثورة وصبره وقوة تحمله على الانجرار الى حرب عسكرية وتعامل مع كل استفزازات وخدع الرئيس السابق بكل حكمة وعقل حتى تمكن من إجهاض كل مؤامرات صالح وكانت مؤامراته كثيرة وبأساليب متعددة ومتنوعة.
الثورة انتصرت بقوة قائد قوي هو اللواء/ علي محسن وانتصرت سلميتها بسببه وانتصرت سياسة قوى التغيير بكلفة اقل من المتوقع.. موقف اللواء علي محسن موقف وطني وتاريخي لا يمكن ان ننساه او نتجاوزه ولا يمكن ان ننسى انه السبب الذي ادى الى توازن القوى على الارض وانه كان سبباً رئيسياً لوقف سفك الدم الذي كان الرئيس السابق يتوعد اليمنيين بسيلانه للركب وان اللواء سبب بوقف الحرب من طاقة الى طاقة.
الحملة الإعلامية التي تنهال على اللواء الأحمر, وهي حملة مخطط لها من مطبخ الرئيس السابق ويسوقها بعض المحسوبين على الثورة, هي امتداد لسياسة الانتقام وبديلاً عن الانتقام العسكري الذي أجهض في حينها، لكن العقل والواقع يدرك ان موقف اللواء علي محسن الأحمر كان مفصلياً في تاريخ اليمن الجديد وموقفه هو من كتب نهاية حكم صالح وحلمه بالتوريث.. وسنظل نتذكر وأجيالنا من بعدنا ان اللواء/ علي محسن الأحمر انحاز لليمن ولشعب اليمن وان انحيازه هذا كان من أصعب المواقف التي تعرض لها, لما لها من ارتباطات شخصية وعائلية، وان هذا الموقف ليس الأول ولا الأخير, فقد سبق له ان انحاز لصالح الوطن وشرعيته وانه مستمر في الوقوف في وجه أي محاولات وأعمال تسعى للنيل من سيادة اليمن وكرامته, فهو لا يزال الشوكة في حلق المؤامرات التي تحاول إيران ومن معها لبسط يدها في اليمن وان اللواء الأحمر هو القائد والخصم اللدود للتمدد الشيعي, ليس على مستوى اليمن, بل على مستوى شبه الجزيرة العربية والخليج.. كل التحية والتقدير لهذا القائد في مناسبة ذكرى اعلانه تأييد ثورة الشباب الشعبية السلمية الثانية.. ودمتم.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد