نزل خبر اغتيال العلامة "البوطي" "رحمة الله عليه" على الأمة الإسلامية كصاعقة.. سابقة ليس لها مثيل.. كيف استباحوا دماء العلماء؟.. بعدما عشنا دهراً نردد: لحوم العلماء مسمومة, كناية على تغليظ الوقوع في غيبتهم.. جاء الذي يستحل دمائهم؟.. لعنة الله على الظالمين.. إن كان رب العرش العظيم يمنح العالم المجتهد حين يجتهد فيصيب أجرين وحين يخطئ أجراً.. فما بالنا نفتات على الله.. كفروه ثم قتلوه!! "كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا".
السفهاء.. ألا يعلمون بأنهم يغتالون العلم باغتيالهم العلماء؟.. انطفأ نور من أنوار الدين عظيم, كان يشرق في أرجاء العالم بمقتل العلامة "البوطي" وفتح باب فتنة بمقتله, الله وحده يعلم هل سيمكننا سده أم لا؟.. لا يفتي عالم بقتل آخر ولتستحضروا المثل "قتلت يوم قتل العلامة البوطي"!!..
ولن نقبل ممن يتساهلون بفتاوى التكفير صرفاً ولا عدلاً.. اتقوا الله في دين محمد.. العقيدة تهدم ركناً ركناً.. وأنتم تطلقون فتاوى التكفير شرقاً وغرباً!!.. ليس لأحد مصادرة حق عالم في الاجتهاد.. ولا أحد يجرؤ على قول إن العلامة البوطي رحمه الله ليس من أهل الاجتهاد.. ولا يجوز قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق.. ومعلوم ما هو الحق في ديننا ومن هو القائم على إنفاذه.. الحلال بين والحرام بين في دين الله , وعالم واحد أشد على الشيطان من ألف عابد.. فما بال بعضنا قد أضحى عوناً للشيطان على أمته؟! هل هذه ثمار الربيع المرة؟ وهل ستكون آخر الثمار أم ماذا؟ ودور من التالي؟..
استباحوا كل شيء باسم الثورة.. حتى أباحوا دماء العلماء!!.. الثورة التي سرنا فيها أردناها سلمية.. فجاءت شياطين الإنس والجن فاجتالتها, وأخرجتها عن مسارها, وتحولت على حين غفلة منا لفتنة ملتهبة أحرقت الأخضر واليابس..
ما أردناه بريء من سفههم, وبريء من فسقهم, وميلهم عن جادة الصواب.. نبرأ إلى الله ممن استباحوا دماء العلماء واستحلوا قتلهم في بيوت الله, ونسأل الله العفو والعافية في ديننا ودنيانا وأخرانا.. ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.. وإنا لله وإنا إليه راجعون.
نبيلة الوليدي
ثمار الربيع .. المرة 1567