سنوات طويلة وكثيرة بالإهمال والتهميش للواقع الشبابي الذي تفاقم وتزايدت فيه المشاكل بعد معاناة شديدة من الانتظار لوظائف ماتت قبل أن تولد!!.. بعضهم فارق الحياة ولم يحصل على وظيفته التي كان يطمح بها من الدولة وآخرون تركوا الوطن والديار ونزحوا إلى الخارج بحثاً عن وظائف بسيطة, فتجد منهم المعلم والطبيب والمهندس والإعلامي, كلهم يعملون في مكان بسيط وبرواتب زهيدة بعد ذلك الحرمان الذي دام عقوداً من الزمن في وطن لا يخلو من الإهمال والإفقار.
لقد لعب الفساد دوراً كبيراً في مرافق الدولة واجتاح ذلك الرقي الذي يطمح إليه الجميع واجتاز المؤسسات والوزارات الحكومية بامتياز حتى صار الشباب اليمني المثقف ينظر إلى المستقبل بعيون لا تمتاز بالأمل.. حتى إن هناك من هم موظفون في الدولة يعانون من ذلك الظلم والمعاملات القاسية التي يتعرضون لها من بعض الذين ما يزالون جاثمين على تلك الكراسي التي تتلوث بالفساد من بين أيديهم ومن خلفهم.. وهكذا تستمر الحكاية..
أما حكومتنا الرشيدة ومسؤولوها ليس من اليوم وإنما من ذلك الزمن البعيد, لم يجنـوا شيئاً للشباب ولو إنجازاً واحداً يرتقي إلى سلم المجد مع استمرار النسيان والتهميش لهذه الشريحة الواسعة في كافة أنحاء الوطن.
لقد صبرت الكثير يا من تبحث عن تلك الوظيفة منذ سنوات مرّت عليك وأنت تمسك على قلبك المجروح؛ لم يبقَ لك إلا القليل من ولادة اليمن الجديد، فإمّا أن تحصل على وظيفتك التي تنتظرها من الدولة وإما أن تمُت بعدها وأنت محظور ومنسي.
خليف بجاش الخليدي
مات وهو يبحث عن وظيفة 1537