جاء موسم المطر مبكراً هذا العام فاهتزت الأرض طرباً به بعدما تجهمت وتشققت صفحتها من موسم العام الماضي الشحيح.. وفرح الناس واستبشروا خيراً.. وكانت هذه هي المرة الأولى التي أسمع فيها خرافة " صداح المطر".. فهل سمعتم عن " صداح المطر"؟
خرافة تقول بأن السحرة يضعون على رؤوس الجبال تعويذات تمنع سقوط المطر!!
ما الذي أحيا هذه الخرافة في ذاكرة الزمان فترددت على لسان أحدهم فوقعت على سمعي كمطرقة ضخمة.. غير أنها ليست بضخامة مطرقة المشعوذة الصغيرة" كسا" التي نقلت إحدى الفضائيات اليمنية تغطية لتظاهرة عظيمة حول منزلها, تجمعات كبيرة لأصناف شتى من الناس..
هل رجعنا لعصر الوثنية والسحر والشعوذة والعقائد الفاسدة؟؟
مؤسف أن يحدث هذا في بلد الحكمة والإيمان!
فأين علماء اليمن ودعاته؟ أين دروس الإيمان والعقيدة؟
بماذا شغل طلبة العلم فأهملوا الركن الأول من أركان الإسلام " شهادة ألا إله إلا الله.."؟!
يقول الله تعالى (لا تظنوه شراً لكم بل هو خير لكم)..
ظاهرة "كسا" والمعتقدات الشركية, والخرافات التي بعثت من جديد على غفلة منا.. ما هي إلا جرس إنذار وتنبيه من المولى جل وعلا لعلماء ودعاة اليمن ليرجعوا من متاهات اللهاث وراء السيطرة ويقوموا بدورهم في حماية عقيدة الناس..
الدروس العلمية والمحاضرات والندوات الدينية أضحت ضجيجاً ممضا عن الثورة وقائدها وسائقها وقتلاها ومناوئيها...
والله إنهم لمسؤولون عن ضياع العقيدة, و أكاد أجزم أنه إن ظهر الأعور الدجال (ونحن على مشارف ظهوره كما تقول الأحاديث عن صفة آخر الزمان) ليتبعنه هؤلاء الذين يتهافتون حول منزل "كسا" وأمثالها!!
الأعور الدجال "كما جاء في وصفه بأحاديث صحاح " له معجزات تدهش اللبيب ذو العلم والفهم, وتفتن الرباني المتدين إن هو تعرض لها, فما بالك بجهلة الناس وبسطائهم!!
أناشدكم الله يا علماء اليمن ودعاته أن تراجعوا أنفسكم وتنصرفوا من سوق السياسة فأنتم قبل غيركم قد أدركتم بأن خيوط اللعبة ليست بيد أحد هاهنا.. لا تتركوا ثغرة الدين الكبرى تنثلم، لا تضيع عقيدة الناس وأنتم بين ظهرانيهم فسوف تسئلون..
نبيلة الوليدي
سوف تسألون...فراجعوا أنفسكم 1600