إن الإسلام دين رباني ليس فيه النزعة البشرية الانتقامية، ودين إنساني ليس فيه النزعة العنصرية السلالية ، ودين عالمي ليس فيه النزعة القطرية، إن العنف يعني محاصرة العقل وفرض الفكرة عليه تحت تأثير الا كراه والألم أو الخوف, لذلك فإن الله عز وجل يحذر رسوله أن يمارس التبليغ بروح السيطرة والاستعلاء، فيقول: (فذكر إنما أنت مذكر، لست عليهم بمسيطر).
ولما كانت الأخلاق تتجلى رقة وحناناً واستيعاباً للآخرين، فإننا نلاحظ أن الله تعالى يذكر نبيه بالقاعدة الذهبية التي جعلته داعيةً ناجحاً ومقبولاً، ويؤكد له أن حيازته على هذه السجية إنما هي بفضل الله وتوفيقه فيقول تعالي : (فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك) آل عمران 159، وفي هذا الجو المفعم بالأخلاق وطيب القلب والعفو، نحدد علاقتنا بالأشياء والأشخاص، لتكون بأجمعها مشدودة إلى هذه القيم النبيلة، وسائدة في هذا الاتجاه.
فالأصل في العلاقة بين بني الإنسان بصرف النظر عن اتجاهاتهم الأيدلوجية والفكرية، هو الرحمة والإحسان والبر والقسط وتجنب الإيذاء.
محمد سيف عبدالله العدينى
العنف لا ينسجم مع أهداف وطبيعة الرسالة الإسلامية 1407