يعيش المغترب اليمني هذه الأيام أسوأ حالاته في معظم دول العالم وخاصة في الجارة الشقيقة المملكة العربية السعودية، وأصبح المغترب اليمني لا بواكي له، يمارس عليه كل أنواع الظلم والتعسف والسخرية مع حرمانه من أبسط حقوقه الإنسانية، فضاقت عليه الدنيا بما رحبت وضاقت عليه نفسه ولم يجد أحداً يشعر به أو يواسيه، خاصة إن وضع بلدنا الآن لا يخفى على أحد والسياسيون تايهون في خلافات عقيمة والبعض يتبنى مشاريع صغيرة يريد من ورائها تمزيق الوطن إرضاءً لأجندة خارجية.
إن مشكلة إخواننا المغتربين ومعاناتهم لا تحل بالتشنجات والشتائم والإساءة للآخرين، لأن مثل هذا السلوك لن يحل قضيتهم بل سيعقدها أكثر ويضيف لهم آلاماً إلى الآمهم ومعانتهم ولكننا نخاطب دولتنا ممثلة بالأخ الرئيس/عبدربه منصور هادي، وكذلك نخاطب حكومة الوفاق بأن يستشعروا المعاناة والكارثة التي حلت بهؤلاء المغتربين، فنناشد فيهم الأمانة التي تحملوها أن يعطوا هذه القضية حيزاً كبيراً من اهتمامهم وهذا في صميم واجبهم، والعمل على حلها بالطرق الودية وبأسلوب مباشر سواء بلقاء الرئيس بجلالة الملك أو التواصل معه بأي طريقة تساعد على التخفيف عن المغترب اليمني.
كما نطالب بتشكيل وفد رفيع المستوى لمقابلة السلطات السعودية واستثارة كل العوامل المشتركة والروابط التي تربط البلدين ببعضهما.
وعبر التاريخ العربي القديم والمعاصر خاطب البسطاء من عامة الناس الملوك والأمراء، رافعين لهم شكاوٍ مما يعانوه هم وقومهم وكانت هذه النداءات تلقي التجاوب من قبل الملوك والأمراء، رغم بساطة من رفعوها لهذه المقامات العالية، ومن هذا المنطلق فإني كمواطن يمني أناشد خادم الحرمين الشرفين الملك/عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير/سلمان بن عبدالعزيز الذين بيدهما أن يحسنا وضع المغتربين اليمنيين في المملكة، فأناشدهما بحق الإسلام وبحق القربى والجوار أن لا يظلم أي يمني في أرضهما وأن ينال اليمنيون عنايتهما الخاصة وأن يشملهم كرمهما المعهود وخاصة في هذا الظرف الذي تعيشه بلادنا في الداخل حتى لا تجتمع علينا مصيبتان مصيبة داخلية وأخرى خارجية وأذكرهما بقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره) كما أذكرهما بمواقف جلالة الملك/فيصل بن عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ الذي كان يشمل اليمنيين بالرعاية الخاصة استشعاراً منه أن الشعب اليمني جزء لا يتجزأ من الشعب السعودي ولكلا الشعبين حق على الآخر.
فالأمل كبير أن نرى مكرمة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده تمسح آلام وجراح هؤلاء المغتربين وتزيل عنهم المظالم والتعسفات، فهما أصل الكرم والشيء من معدنه لا يستغرب.
ونقول لإخواننا المغتربين صبراً، فإن فرج الله قريب.
*عضو مجلس النواب اليمني
محمد مقبل الحميري
المغترب اليمني ومسؤولية الدولة اليمنية 2430