بوصول المحافظ/شوقي أحمد هائل، إلى هرم السلطة المحلية بتعز قبل عام أجهضت عملية التغيير في المحافظة وأٌخذت ثورات المؤسسات على حين غرة عندما استدرج الثوار إلى مربع المراوغة والوعود المتكررة ومحاولة شق الصف الثوري باستمالة بعض المكونات الثورية.. ولعل مسيرة العار المؤيدة له التي تنادى لها بقايا النظام السابق وبعض المكونات الثورية والحزبية والتي رفعت فيها شعار(أنا شوقي.. أنت من)، لخير دليل أن الرجل كان ولا يزال لا يؤمن بالتغيير وقد واجه مطالب الثوار بإقالة الفاسدين بإذن من طين وأخرى من عجين , خاصة إذا ما أخذنا في الحسبان أن ثورة المؤسسات كانت قد وصلت إلى عقر داره عندما انتفض عمال المجموعة للمطالبة بتشكيل لجانهم النقابية وكان لهم ما أرادوا في سابقة هي الأولى في تاريخ القطاع الخاص وهذا مالم يكن ممكناً لولا ثورة الشباب الشعبية التي يعود لها الفضل في إيصال ثقافة التغيير إلى كل بيت ونشر قيم الحرية والعدالة الاجتماعية.. ولهذا لم يعد من المقبول أن تظل محافظة تعز في منأى عن رياح التغيير وهي من أشعلت شرارة الثورة السلمية وقدمت المئات من الشهداء والجرحى، بينما لا يزال الفاسدون يصولون ويجولون بدعم ومساندة من المحافظ الذي يقف اليوم حجرة عثرى أمام التغيير وسداً منيعاً يحمي الفاسدين من طوفان الإرادة الشعبية في تطهير المرافق الحكومية من اللصوص والقتلة.
إن عبدة الدينار والدرهم ممن رفعوا ولا يزالون لا فتات (أنا شوقي.. أنت من) في استجداء مهين وفاضح، فإنهم لا يسيئون لأنفسهم فحسب وإنما تمتد إساءاتهم وقبحهم إلى الدماء الزكية الطاهرة التي أسقطت صنمية الزعيم وانتزعت منه الصفات والألقاب التي أطلقها على فخامته في خلسة من الزمن، حيث لا مجال اليوم لأي كان بعد ثورة 11فبراير أن يعيدنا إلى عهود الاستبداد والزعيم الأوحد، وأن الألسن التي هتفت وأسقطت النظام الأسري المتخلف قطعاً لن تمجد بعد اليوم أحداً سوى هذا الوطن وشهدائه الأطهار..
أما عجلة التغيير التي تدحرجت ككرة الثلج فإنها ماضية في طريقها سواء رضي المحافظ شوقي أو أبى وسنة الله أن تمضي إلى منتهاها وإلا لكان صالح وآلته العسكرية القمعية أقدر على ايقافها ولما فر محمد صالح الأحمر كالجرذ المذعور من انتفاضة أحرار الجوية ومثله خلع الشاطر ويحيى وطارق وعمار ومعياد والقائمة تطول (فاعتبروا يا أولي الأبصار).
ختاماً أقول للمحافظ شوقي وأنا أعزه وأقدره: (لقد كثر شاكوك وقل شاكروك فإما اعتدلت وإما اعتزلت).. لقد طلبت من موظفي مكتب الأشغال الذين انتفضوا ضد مديرهم الفاسد ونوابه قبل عام مهلة لا تتجاوز اسبوعاً كي تتخذ قرارك بتغييرهم، ثم تحولت هذه المهلة بقدرة قادر إلى سنة بالتمام والكمال ولما بلغ السيل الزبى وزدتم من تمسككم بهم لم يجد الموظفون من سبيل سوى طردهم ومثلهم فعل التربويون وموظفو الجامعة، وأجدك قد وضعت نفسك في موقف لا تحسد عليه وإنها لثورة حتى النصر وإن غداً لناظريه قريب.
عبد العليم الحاج
أنا شوقي.. أنت من؟! 1195