يبدو وكأن أزمة المغتربين اليمنيين التي اثرت سلباً على علاقة الشعب اليمني وليس الحكومة اليمنية مع الشقيقة والجارة والصديقة المملكة العربية السعودية, فمنذ ان فكرت في ان اكتب في هذه الجريدة ساقني تفكيري إلى ان اكتب عن المغترب اليمني وعلى وجه الخصوص في السعودية والمهم في الأمر انني عندما اتحدث إلى شخص عاد من المملكة اجده ينهال ألماً ويتحدث بشكل غير اعتيادي عن ما يحصل لهم من قبل الأشقاء, فعندما اتحدث إلى شخص اقول في نفسي يحتمل انها بعض المشاكل صادفت هذا الشخص ولا تعميم ولكني أحاول أن اجد من يتحدث بغير اللهجة ولكني اجد من أردته أن يتحدث بغير اللهجة يتحدث بلهجة اشد قساوةً, حيث يمارس الاضطهاد والتنكيل وقد يصل إلى القتل في بعض الحالات.
الجدير بالذكر هو أن اليمنيين معروفون بهمة وحب العمل والصدق والتفاني وحمل الأمانة وعدم التفريط بها, بل وانهم افضل من غيرهم في كافة الأعمال ورغم هذا كله تمارس الشقيقة وبعض الدول الصديقة ممارسات مشينة بحقهم.. لماذا لا يعود المغترب اليمني حاملاً الحب والسلام والكلمة الطيبة عن من عمل معهم, مع انه عاد من اطهر ارض؟.. المهم أنني والله لم اجد احداً يمدح المملكة سوى الإعلام الذي يتبعها او المستفيدين منها ولما أن اندلعت شررة أزمة المغتربين بدأت مطارق أعداء المملكة تدق ولا أظن قناة المسيرة توقفت حتى الآن برمي الحكومة والشعب السعودي وال سعود قاتلهم الله, حسب ما سمعته منها..
يجب على السعودية في هذه الأزمة ان تعرف صديقها من عدوها الذي يتربص بها وهو لها بالمرصاد يجهز عدته وعتاده ويسخر طاقاته للنيل منها على كل المناحي سياسياً واقتصادياً وإعلامياً, بل وحتى عسكرياً, فخبر ترحيل العمال اليمنيين من السعودية يعتبر خبراً ثميناً جداً بالنسبة للحوثيين, يستطيعون من خلاله جذب المزيد إلى شباكهم وبخاصة من هذا النوع الذي يعتبر بالنسبة لهم جاهزاً لأن يحمل الحقد للسعودية وهو ما يبحث عنه الحوثيون, فالذين رحلتهم وترحلهم السعودية هم فريسة في يد هؤلاء إذا لم تعدل المملكة من قرارها وتتودد إلى كل عدو وصديق لتبقى راسخة تشمخ شموخ الجبال, لا تهزها شرذمة أو دولة طالما انها في رقبة كل مسلم, ينحدر العالم بأكمله يدافع عنها, لأنها ليست كغيرها وما قد يصيبها ليس كما اصاب غيرها من الأماكن المقدسة.. وفي ظني ان زرع إيران في العراق, أي المليشيات التي صنعتها إيران للنكاية بالمملكة وعلى رأسها حزب الله العراقي, لا أظن ان العاهل السعودي, بل وقادة السعودية لم يستمعوا إلى تصريح الأمين العام لحزب الله الإسرائيلي وليس العراقي, في الأسابيع الأخيرة, عندما قال انه يدرب جيشاً ليصلي معهم في مكة وانه سيقاتل ال سعود الكفرة ونظامهم الكافر.. لم تعد رسائل لا تفهم, بل شديدة الوضوح, فعلى السعودية ان تغير سياستها لتؤمن مستقبلها من خلال جذب الأمة إلى شباكها.. فهل ستعي وتدرك السعودية ما يحاك ضدها أم أنها ستظل عاجزة عن استخدام مخزونها المالي والنفطي في بناء مستقبل كبير للمحور الكبير المتمثل في قيادة الأمة تحت مظلة رايتها الخضراء.. والسلام.
omerawl@hotmail.com
عمر أحمد عبدالله
رسائل تحت المجهر........المغتربون 1855