;
سليمان الحملي
سليمان الحملي

ذكرى4/4بداية حقد العائلة...على تعز الثائرة 1426

2013-04-05 15:53:31


تعز..عقل اليمن وقلبه النابض بها تقاس عافية اليمن وسقمه وكما أنها كذلك، فإن الدور الأكبر يعود لشبابها المثقف، الواعي ففي الـ3من فبراير صحا الجميع على هبة المشترك الشعبية فتقاطرنا من كل حارات المدينة وأريافها نتراقص طرباً ونحن نخطو نحو يمن جديد نصنع فيه(الحرية)الحرية.. هذه الكلمة التي تشعبت إلى أن دخلت في النفوس وجعلت لنفسها مكاناً وسلطاناً قوياً، حينها كانت قد نجحت ثورة الياسمين في تونس وثورة شباب مصر في أوج اشتعالها، فاحتشد مئات الآلاف من المواطنين في شارع ـ صافرـ ساحة الحرية وبدت حياة سياسية جديدة تدب في أوصال الجميع حتى الصغار كانوا يحاورون ويفكرون وما إن بدأت فعاليات المشترك بخطابات غلب عليها طابع التأني والحذر تدعو لإصلاح الأوضاع؛ كان كل حر أبي ينصت ويتابع بكل مشاعره مشحوناً بالحماس منتظًراً صافرة البداية واستجابات القدر محلقاً بروحه في سماء تعز بحثاً عن حرية، قلبه ينبض بالتغيير يعيش حياته ثورة ،ولا تسمع روحه سوى صدى الحرية؛ في ذلك اليوم أستطاع المشترك أن يسطر أروع ملحمة وطنية نضالية سلمية في تأريخه حيث أستطاع تعبئة الجماهير بالحماس والمطالبة لنيل حقوقهم المشروعة في الحياة الحرة الكريمة والتخلص من القيود الاستبدادية التي رزحوا تحتها33عاماً ساعدته في ذلك أحداث ثورتي تونس ومصر.
كانت الناشطة توكل كرمان الحاصلة على جائزة نوبل للسلام أول من تمردت على خطابات المشترك وهتفت الشعب يريد إسقاط النظام، فثارت بعدها حناجر شباب انصهروا في عمق أوجاع وطنهم وتوحدوا من أجل تطلعات مشتركة يختزلها تصميم على التغيير الجذري ورفض القبول بوعود الترميم أو إصلاح الأوضاع بعد أن تمادى النظام في خداع الشعب، معلنين ميلاداً جديداً ممزوجاً بثورة شعبية.. وبعد المهرجان خرج شباب جامعة تعز بأول مسيرة ثورية من صافر إلى أن وصلت بوابة الجامعة تنادي (ارحل"الشعب يريد إسقاط النظام".
وفي 11فبراير كانت ليلة ثورية تحمل في طياتها بارقة أمل تحدو بنا نحو مستقبل مشرق واعٍ مقرون بالتحدي بعد عقود من الاستبداد المهيمن لكرامة الإنسان انطلقت شرارة الثورة في تعز وبدأت ثورة الخيام في الساحة وكانت خيام طلبة جامعة تعز من أوائلها، فقد كانوا لجان أمن وإعلام وتغذية ونظام وتوعية ونظافة و...و... ومرت فعاليات وأحداث وبدأ المرجفون بنشر أباطيلهم بأن الثورة قد طال أمدها، فإلى متى ستظلون هنا، حينها أدرك الثوار أن الثورة حركة دائمة نشطة متحررة من قيود الزمان والمكان وأنها انطلاق دائم نحو الفضاءات وقفز فوق الحواجز والأسوار واقتحام للمناطق الحمراء المحظورة، فكانت الساحات أفقاً للاحتشاد والتشكل ومنطلق للعواصف والرعود والغضب المنساح وكما أن أول مسيرة ثورية في الـ3فبراير انطلقت من الساحة كان قادتها طلبة جامعة تعز كذلك كانت أول مسيرة تصعيدية لساحة الحرية انطلقت من جامعة تعز4/4حين شعر شباب جامعة تعز بمسئوليتهم وبأن على كاهلهم يقع التغيير وبفكرهم النيرِّ وسهرهم المتواصل تتحرر الأوطان ويزول من على الشعوب القهر والذل والطغيان بقوة سواعدهم وتآلف قلوبهم وتراص صفوفهم تتحطم أمامهم كل محاولات التشكيك والتفتيت، بهم يحفظ استقلال الوطن واستقراره وبحماستهم وفكرتهم وإخلاصهم يستطيعون تطهير القلوب والعقول والأدران والفتن من أجل أن يعيش الناس في رخاءً وسعادة واطمئنان، أدركوا بأن هذا الوطن الذي ترعرعوا فيه هو اليوم بحاجتهم فلبوا دعوته مقدمين الغالي والنفيس من أجله سيبذلون قصارى جهدهم في سبيله سيبنونه بقوة سواعدهم ويروونه بدمائهم كي تنبت فوقه أزهار الحرية، وقد ظهر ذلك جلياً حين تعالت صرخاتهم من وسط جامعة تعز وهم شامخي الهامات شموخ جبل صبر المطل عليهم تنوعت مطالبهم وتعددت أصواتهم واختلفت انتماءاتهم ولكن جمعهم قاسم مشترك هو الكفاح المدني والاحتجاج السلمي، مرددين شعار الشعب يريد إسقاط النظام يجمعون كلهم على إدانة العنف بكل أشكاله وينشدون تغييراً سلمياً لا عنفياً داخلياً لا خارجياً ثورياً لا ترقيعياً شاملاً لا جزئياً حقيقياً لا شكلياً ومستعدون بالتضحية من أجله لأن من ساروا في طريق التغيير يؤمنون بحتمية وقدرية الانتصار، فمعارك الشعوب لا يمكن قهرها.
 وفي صباح الاثنين الدامي 4/4/2011 خرج هؤلاء الشباب في مسيرتهم الطلابية بخطى ثابتة رافعين دفاترهم وأقلامهم وبصدورهم العارية يتطلعون لصناعة ثورة جديدة لا توجد في المعاجم وكتب التأريخ لأنهم لا يريدون الاستيلاء على السلطة بل يريدون تحرير الشعب وإطلاق طاقاته المبدعة سلطة بديلة وكانت بوابة الجامعة بداية لانطلاقهم متجهين ناحية بيرباشا مروراً بوادي القاضي حيث يتجمع شباب الساحة فالتحمت المسيرتان إضافة لأبناء القرى الوافدين فتحركت أول مسيرة تصعيديه ناحية شارع جمال في صفوف مرتبة متماسكون يداً واحدة ترتسم على شفاههم البسمات وهم يهدون قوات الأمن والجيش المتمركزة على طول الشارع الورود والقبلات يومها لم يكونوا مدركين مدى الحقد الذي ينتظرهم من قبل عفاش وزبانيته فما إن اقتربوا من مبنى المحافظة إلا وباشرتهم قوات من الأمن والحرس والبلاطجة بوابل من الرصاص الحي بمختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة دون حوار أو سابق إنذار، كما كانت تجري العادة ولم يتوقف الأمر عند ذلك بل استخدموا المياه الحارة ومياه المجاري سقط في ذلك اليوم العديد من القتلى والجرحى وكان ذلك بمثابة يوم الانحطاط الأخلاقي لقوات صالح وأول أيام الحقد على تعز، ففيه انكشفت الأقنعة الزائفة، حيث ظهر تواطؤ الصوفي وحقد قيران وبشاعة العوبلي والحاشدي ومؤامرة ناصر طريق وخالد السماوي وخيانة أحمد عبده سيف والذين مازالت أسمائهم تتربع أسفل صحيفة منتدى المبدعين اليومية الصادرة عن ساحة الحرية بأنهم(سفاحو الاثنين الدامي4/4)فهؤلاء الحاقدون كانوا يظنون بأنهم سيفتون في عضد تعز ويوهنون من عزيمة ثوارها فعلى العكس من ذلك فأحداث الاثنين الدامي4/4ومشاهد السقوط المروع للقتلى والجرحى رفع من جاهزية المدينة وشبابها الثوار لتقبل خيارات صعبة من قبيل تشييع المزيد من جثامين الشهداء والاصطفاف بصدور عارية في مواجهة الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع، فالدماء التي أهرقت وحدتً الناس على خيار الصمود والمرابطة كأدوات باهظة التكلفة لتحقيق غاية الانتصار للثورة ضد النظام فالساعات والأيام التي أعقبت مجزرة الاثنين الدامي في تعز غيرت في اتجاهات المزاج الشعبي لانتصار خيار الثورة الناشئة ورغم الانتشار المكثف لقوات الحرس في شوارع المدينة إلا أن المجزرة اكتسبت تعاطف الناس، فتقاطروا من كل مكان رجالاً ونساء وخرج أغلبية الفئة الصامتة والمحايدة عن مواقفها المتخاذلة والمتوجسة باتجاه التحول الدراماتيكي إلى جزء من مكونات ثورة انتقلت من كونها شبابية الطابع والسواعد إلى ثورة شعب، وبعد يوم واحد على مجزرة الاثنين الدامي خرجت تعز يوم الأربعاء6/4/2011في أكبر مسيرة جماهيرية في تاريخها تجاوزت المليون والنصف ثائر من مختلف الأعمار والفئات والشرائح الاجتماعية وهذا دل على أن ثورة الشباب تطورت فعلياً على الأرض وتحولت إلى ثورة شعبية كاملة الأوصاف ربما لأن الثورة بحد ذاتها كقيمة نبيلة تعني الانتفاض على الظلم ورفض الغبن والفساد واستطاعت أن تكسب كل يوم أرضا جديداً وثواراً جددا.
بعد مجزرة الاثنين الدامي4/4/2011بدأ العصيان المدني التام في كآفة أنحاء تعز كردة فعل على حماقات النظام وحقده وكخطوة متقدمة من تصعيد الاحتجاج المدني المقابل للتصعيد الأمني والجنوح صوب استخدام المفرط في قمع المتظاهرين..ففي هذا اليوم تمر علينا ذكرى مجزرة الاثنين الدامي4/4/2011وقد أنجزت ثورتنا المباركة الكثير.. يجب علينا أن نترحم على أرواح من سقطوا في ذلك اليوم وأن نكمل ثورتنا التي بدأناها وأن نحاكم المتورطين في سفك دماء الشهداء ونطهر كل مؤسسات الدولة من كل فاسد وعلى كل مواطن أن يستعد استعداداً تاماً للثورة الحقيقة وهي ثورة بناء اليمن الجديد ـ الوليد ـ الذي عانى الكثير من المخاض وما زال يعاني ولكن بفضل الله عز وجل سيتحول القول إلى عمل والفكر السليم والصائب سيتجسد في أرضنا واقعاً ملموساً.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد