يمر المؤتمر الشعبي العام في الوقت الراهن بحالة من الخطر وعدم الاستقرار وهذه حالة طبيعية لحزب لم يكن مرتبطاً باطار فكري.. بل بعصبوية للولاء الشخصي وللمصلحة.. وعلى الرغم من كثرة الآراء والانتقادات من بعض القيادات التاريخية للمؤتمر التي نوهت أكثر من مرة عدم تحميل المؤتمر كافة الأخطاء التي تصدر ممن استولى على القيادة داخل المؤتمر.. دخل المؤتمر الشعبي العام كشريك في التسوية السياسية(المبادرة الخليجية) ومازال التيار العصبوي بقيادة(صالح)هو من يمسك زمام القيادة في الحزب (سياسيا وإعلاميا)وكل يوم والمؤتمر يرحل إلى هاوية صالح بشكل متقدم.. لتضع الأجنحة الصامتة والمتخفية داخل المؤتمر والتي تحاول الانتقال بالحزب إلى وضع اقرب إلى الواقع في حالة قلق نفسي.. ما لم يتم تشكيل قوة حقيقية داخل الحزب تزيح صالح من الاستحواذ على القرار والقيادة ..وتنقذ المؤتمر من هاوية صالح.. فالمؤتمر حتى اللحظة رغم دخوله في التسوية السياسية ما زالت وسائله الإعلامية تتعاطى مع الوفاق بصورة مغايرة وتزعزع الأمن والاستقرار ويسلك خطاب معادي للإصلاحات السياسية.. عوضاً عن أن يتعاطى بصورة صحيحة مع مشروع التغيير الذي أصبح جزءاً منه، فهو من ناحية لم يغترف بالثورة وما حققته من نجاحات، ومن ناحية ثانية لم يغترف بأخطاء الماضي وما أدت أيه من نتائج كارثية اكتوى بنارها الوطن والمواطن.. فكان ظهور صالح فيما يسمى بذكرى التأسيس يدعو بخطابه إلى التصالح مع ماضيه العدائي(الحوثيين) وقدم لهم اعتذاراً غير مباشر بأن الحرب ضدهم كانت بناء على تقارير ميدانية مغلوطة.. هي دعوة أيضاً نفهم منها ضمنياً تدشين التحالف(المؤتمري- الصالحي- الحوثي).. فيم يقوم جناح المؤتمر القومي بصياغة الوثيقة الفكرية للمؤتمر ذي الإطار الاثني عشري كوثيقة عقدية بديلاً (للميثاق الوطني) في سياق الوقوف ضد الكيانات السياسية ذات الجنود العقدية(الإخوان المسلمين).. خطوات حثيثة يذهب بها صالح بالمؤتمر من هاويته إلى جهنم الحوثية.. وبالتالي فان عدم وجود تيار قوي ينقذ المؤتمر ويستوعب متطلبات المرحلة سيحترق المؤتمر بنار صالح.. ويمكن القول أن أي دعوة للانتقال بالمؤتمر إلى وضع جديد ما لم تحمل الوسائل والآليات والإعلام الذي يعبر عن ذلك.. هي مجرد حب عذري لا ينتج أولاداً.
واعتقد في الوقت الراهن لا يمكن وضع المؤتمر بين خيارين, لأنه يمر اليوم في حالة صراع وفرز الاصطفاف المضادة داخل تكويناته.. حتى وان كانت بشكل خافت كل ذلك يشير إن المؤتمر يمر بمرحلة مخاض عسيرة وقد يتم فض الخلاف والصراع ب(يناير المؤتمر).. وهذه حالة طبيعية لحزب استولى عليه صالح ورغب فيه المواجهة المتعددة الأوجه.. وما يمكن التأكيد عليه إذا أراد المؤتمر أن يعد نفسه ليقبل كل الاحتمالات بما في ذلك الانتقال إلى مربع المعارضة ..فعليه أولاً فك الارتباط من صالح، والاعتراف بالثورة، والقضية الجنوبية.. والاعتذار للشعب من أخطاء الماضي, لان ذلك الاعتراف سيجعله صادقاً مع نفسه وصادقاً مع الآخرين.. وعليه أن يقنع أعضاءه بفك الارتباط بينه كحزب وبين السطو على الوظيفة العمة والمال العام التي مارسها خلال فترة حكمه.
أحمد الضحياني
المؤتمر يذهب إلى هاوية .....صالح 1533