كثيراً ما نسمع أن الثورة سرقت ,ماتت, طلعت و نزلت وكلام من هذا القبيل ..
في الحقيقة الثورة قيم والقيم لا تموت وهي ليست مادة ليجري عليها ما يجري علي المحسوسات من نهب أو سرقة أو إخفاء أو اغتيال .قد يخفت بريقها قليلا لكنها سريعة التجدد, وهي سيل يتخذ طريقه وسط الصخور , قد تعرقل سيرها بعض المعيقات ,لكنها لا تنحني أمام محاولات تركيعها ولا تستجيب لدعوات إغوائها , قد يلقى ببعض القشور وسط مواكبها السائرة لكنها سرعان ما تلفظها قد تجرف بعض المتطفلات لكنها تنبذها .
الثورة ليست مرحلة استجمام يلجا إليها الناس متى ما شعروا بالملل , ولا وسيلة للترويح عن الذات ,لكنها أشبه بالبركان الذي يأتي نتيجة لحراك خفي .
انتفاضة فبراير لم تكن بغرض اللهو ,لكنها حالة انتصار لكرامة شعب تعرض لعملية تدمير ممنهجة استهدفت مقوماته البشرية والمادية سلبته القدرة على الفاعلية والتفكير من اجل تحويله إلى أداة بيد قوى الفساد تحركه كيفما تشاء .
ما بعد الثورات في الغالب مراحل صعبة, لكنها محطات تمحيص وغربلة تظهر حقيقة الثورة في فكر كل ثائر , لذلك فالتناقض الحاصل بين تصرفات وموافق بعض القوى الثورية وبين مبادئ الثورة لان يكون ردأة فعل لممارسة أو فعل صدر من احد شركاء الثورة المختلف معه فكرياً إنما هو صورة لحقيقة راسخة في تصورها .
التاريخ مجهر لا يزيف الحقائق فمن المستحيل أن تجد الأجيال القادمة في سفره ما ينفي حقيقة ثورية الشهيد محمد عطا وكل شهدائنا, ولا يمكن لأحد أن ينفي الجرم عن قتلة شهداء جمعة الكرامة وكنتاكي وبنك الدم وجمعة الحسم بإب وارحب وتعز وعدن وكل اليمن ولا يمكن للتاريخ أن يتجاهل دور القبائل و الجيش المؤيد للثورة (انصار الثورة) . كما انه ليس من الممكن له أن ينقل للأجيال ثورية الحوثي دون فاشيته التي يمارسها ضد المخالفين له فكرياً وسياسياً .
نشوان الحاج
رسائل من فكر الثورة 1338