مثلي مثل غير من الناس الذين كانوا ينظرون إلى مؤتمر الحوار بعيون وقلوب مسكونة بالأمل والتفاؤل كمحطة قد تمكن اليمنيين من التحلل من أدناس الماضي, لكني الآن وبعد مرور أسبوعين من انطلاق فعاليات الحوار أشعر بان الاحباط قد اخذ طريقه إلى قلبي واخشى ان يجد فيه مكاناً له واخشى ان يغدو شعور كهذا حالة عامة لدى جمع كبير من المتفائلين.
المتابع لأجواء الحوار داخل القاعة يرى ان الامر يمشي بعيداً عن ما تنتظر البلاد, نتيجة لقصور واضح في ذهنية الكثير من الأعضاء, فالكثير منهم لم يع ان وجوده داخل قاعات المؤتمر من اجل اليمن, فالكثير يتصرف وكأنه عدل عن قرية أو عاقل حارة وكل ما عليه هو التحدث باسمها والخروج عن هموم أبناء العزبة الآتي منها كفر وخيانة لا قبلها ولا بعدها, جاعلاً منها اكبر من اليمن وقضاياها, وكثيراً ما ترى منهم من يتصرف لخدمة أجندات لا تخدم البلاد ولا العباد وآخر تراه متمترساً خلف أفكار ماضوية ويتعامل بانتهازيه يفوح عفنها في كل الأرجاء ومنهم من يتحرك وكأنه في مهرجان انتخابي, والقليل منهم من يحمل اليمن قضية ومبدأ.
وهذا نتيجة طبيعية لاختلال موازين الاختيار والتمثيل, والا كيف مثل شباب التغيير من بلاطجة التحرير الملطخة أيديهم بدماء الشهداء؟.. لو افترضنا انهم ليسوا من القتلة, فأقل جرم لا يمكن لأحد نفيه عنهم انهم مازالوا إلى اليوم يخفون القاتل في قلوبهم, كما أن منهم من شارك بالقتل ومنهم من مثل بقوة السلاح.
إلى المتحاورين..
كل ما يرجوه اليمن منكم يتلخص بتلك الرسالة البريئة المشحونة بشجن الطفولة الحالمة بأن ترى أمامها طريقاً سالكاً لتعبر إلى مراحل العطاء بنفسيه صافية خالية من العقد, فلا تخيبوا رجاء أبنائكم الذين القوا إليكم بمفاتح مستقبلهم, تذكروا رسالتهم تلك في لحظة تجدون فيها أن شيئاً من قيود الماضي بدأ يسيطر عليكم في أية لحظة من لحظات الحوار.
أسئلة طفولية:
هل بإمكان القاتل دفن ضحيته بأسلوب يحفظ لها كرامة الأموات؟ ما الذي قد يقدمه شخص لوطن يرفض المشي على قدميه لعدة أمتار كما هو حال من رفضوا المشي بأقدامهم من أمام موفمبيك إلى قاعة المؤتمر؛ ناهيك عن من يرفض الاستمرار في القاعة بحجة انه وقت غداء أو يتغيب عن الجلسات المسائية لتناول القات؟.
نشوان الحاج
قراءة في أجواء الحوار 1416