;
ألطاف الأهدل
ألطاف الأهدل

ارحموا من في الأرض! 1538

2013-04-13 17:04:53


ليس معنى أن ترحم الناس بأن تعطف عليهم وتساند ذوي العثرات منهم، بل يعني هذا أيضاً أن تكف أذاك عنهم وأن تشفق عليهم من أن يؤذوا أنفسهم وهذه قمة الرحمة..
فليس من السهل أن يكف الإنسان عن إيذاء الآخرين وإن لم يكن يقصد اذيتهم، أو كان ذلك الأذى مما لا تأبه له ولا تدركه فطرة الإنسان، كبعض الذين يرون في النظر إليهم أو محاولة توجيههم أذى لا تتحمله أنفسهم.. والناس في فهم المفردات صنوف وأصناف وألوان وأجناس والرحمةُ إشتقاق وصفي ممن يملك أعظم الصفات وأجل الأسماء وأقدس النعوت التي ليست إلا له ومنه وإليه، فهي اشتقاق من رحمته تعالى التي وسعت كل شيء في السماوات والأرض، بهذه الرحمة يعيش الناس ويعتاشون، وبها يحيون ويموتون، وعليها يصبحون وبها يمسون..
بهذه الرحمة غلّف الله أقداره وأحاط، فما من دابةٍ في الأرض ولا في السماء إلا يقدر الله لها أمراً ويقضي لها قضاء، لكنه وبتلك الرحمة التي ليست إلا له يجعل قضاءهُ ألين وقدره أخف على دواب الأرض من عقل منها وما لم يعقل.. بتلك الرحمة فقط نعقل ما يمكن أن يصيبنا من أحداث قد لا تقوى عقولنا على إستيعابها ولا يمكن أن تمتصها قلوبنا التي لا تنبض هي الأخرى إلا برحمة الله.. رحمة تغشت كل ما حولنا حتى أصبح لسباتنا ليلاً ولمعاشنا نهاراً.. وحتى أصبح لعلاقاتنا شرائع وبناء، وحتى أصبح لهذه الأرض بحار وقفار.. نلمسة رحمة الله في كل شيء فلا تأخذنا صورها إلى استكتابها كحكمة واستعجالها كوسيلة، نرى رحمة الله في طيور تحملها أجنحة ودواب لا يمنعها من السقوط إلا حوافر متقنه، وأخرى لا ينجيها من مخالب عدوها إلا رائحة تطلقها، فإذا هي في أمان من الهلاك..
رحمة تفاصيلها أكثر دقة من أن يدركها عقل البشر، فكل شيء في الحياة محفوف بها حتى تلك النظرة التي تطلقها أعيننا بوعي أو دون وعي في أي لحظة، مع كل هذا لا زلنا نبتعد أكثر فأكثر من معاني الرحمة، ولم نعد نحن اليوم بشر الأمس، لقد ازدادت حاجتنا للوعظ وأصبحنا بحاجة إلى إجراء صيانة دورية لقلوبنا مثلنا مثل تلك العربات الحديدية التي نستقلها ليل نهار، لقد أصبحت قلوبنا صدئة ومشاعرنا مهترئة وعقولنا جامدة، ابتعدنا عن التأمل في كل ما حولنا ولم نعد نقرأ واقعنا إلا بوجود قواميس جافة من ندى الحقيقة طراوة الفطرة.. إنها دعوة لاستشعار معاني الرحمة من حولنا، تلك الرحمة التي غرسها الله فينا فأبينا إلا نزعها!.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد