أتساءل أحياناً كثيرة وأنا أقلب القنوات الفضائية عن سبب وجود بعضها, نعم هذه حقيقة فبعضها موجود بهدف الوجود فقط لاغير وتلفزيون اليمن هو إحدى هذه المحطات التي لم تحرز أي تقدم ملحوظ فهي تسير بعكس تيار التجدد فمن يريد أن يشاهد أغاني عربية قديمة لوليد توفيق وراغب علامة إلى آخره.. النجوم العربية لن يراها ويسمعها إلا في قناة يمانية "عدن" في الوقت التي تعرض المحطات الفضائية أجدد الأغاني وآخرها حتى على مستوى المسلسلات والأفلام, بشكل عام كافة القنوات تعرض الأحدث والأجمل في حين ينفض إعلامنا المرئي الغبار عن أقدم المسلسلات والبرامج.
حتى على متسوى المطبخ, نحن دون المستوى دائماً, على فكرة يوم الأربعاء الماضي كنت أنتظر أخبار الساعة التاسعة على قناة يمانية عدن الفضائية اثناء كان يعرض برنامج طبخ يقدمه شيف مصري لا أعرف وكان يصنع أنواع العصائر وسلطة فواكه, فمن يشاهد الطريقة والكلام الذي يصور فيه سيدرك مدى تأخر هذه القناة في تقديم البرامج وسيدرك مدى شلها وعجزها عن التقديم بالشكل المطلوب واللائق والذي يعكس مدى تطورنا نحن كشعب.. إن الفضائيات اليمنية الرسمية أثبتت للجميع أنها بطلة السير بعكس التيار, ففي الوقت الذي تسعى فيه المحطات الفضائية للتقدم نصر نحن على السير إلى الخلف وبخطوات سريعة جداً.
أعذروني على ذلك ولكن لابد من قول ذلك حتى يتم الانتباه والالتفات إلى هذه الأمور, إذا كانت قنواتنا أرضية كنا قلنا ماشي الحال لا أحد يرى خيبة أملنا إلا نحن ولكن تلك القنوات يشاهدها العالم بأسره فلماذا لاتظهر بالشكل اللائق وتكون محطة يتنافس الكل لمشاهدتها لا أنكر أن هناك برامج هادفة تقدم وتلامس هموم الناس مثل برنامج (خطوط حمراء) وكذا البرنامج الذي تقدمه جميلة جميل" ولكن هذه نقطة في بحر القناة الفضائية, لابد أن تتوفر لها مقومات النجاح إذا أرادت الاستمرار ومن تلك المقومات الأساسية الغطاء المالي وهذا ما يفتقده إعلامنا بشكل عام سواءً المرئي أو المسموع.
إن قنواتنا الفضائية لاتعتمد على أسلوب التجدد وتصر على عرض وتقديم كل ما هو ممل من أجل ملئ أوقات البث, هذا ليس رأيي وإنما آراء الكثيرين..
حتى على مستوى الإذاعة والمتتبع لها سيعي هذا الأمر جيداً وعلى الرغم من أنها تشكل حالة أفضل من الفضائيات إلا أنها تشكو عدم التجديد.. والتجديد هنا من نوع آخر إلا وهو رفدها بالأجيال الجديدة الشابة مع تحياتي لكل من يعمل بالإذاعة وأنا أكن لهم كل التقدير والاحترام ولكن أين هم خريجو الإعلام الجدد, أين هم الشباب؟ فأنا مستمعة جيدة وتقريباً أعرف أسماء العاملين في النوبات من تقديم وإعداد وإخراج وألاحظ تكرار الأسماء يومياً وهذا يدعوني للتساؤل عن عدم وجود التجديد ولماذا يتم الإصرار على حصر الإعداد والتقديم في شخصيات معينة بحد ذاتها؟!.
إن التنوع والتجدد يساعد على النجاح والاستمرارية حتى لا يكون إعلامنا مميزاً ومنتشراً على نطاق أوسع ويكسب محبيه وتحقيق نسب مشاهدة ومتابعة أكبر, لابد وأن يسير مع تيار التجدد ويواكب التطور حتى لا يكون موجوداً بهدف الوجود فقط!!..