الشكر أولاً لمن كان نشيدهم المفضل وهتافهم المدوي هو( ارحل ) والذي ظلوا يرددونه لم تهدأ حناجرهم ولا ألسنتهم من ترديده ،وضحوا من أجل ذلك كثيراً, فقد جادوا بأرواحهم رخيصة فداءً للوطن ,فاستُشهد منهم من اُستُشهد وجُرح من جُرح وسُجن من سُجن وعُذبَ وأُخفي آخرون ,حتى سقط رأسُ النظام وتهاوت مملكته وانهدَّ أركانُها وسقط العرشُ الذي كان يعده لأبنائه من بعده.
والشكر ثانياً لجيش الثورة وقياداته الشجاعة, لقد تجلت فيهم معنى الوطنية واثبتوا أنهم حماة للشعب والوطن لا لفرد أو عائلة ,فشكراً لكم ..
والشكر ثالثاً للرئيس الانتقالي عبد ربه منصور هادي ولقراراته الرئاسية الجديدة وهي ثمرةٌ من ثمار ثورة الشباب السلمية وقد رحب بها العالم كله إلا أصحاب القلوب المريضة من أنصار الثورة المضادة ,فقد غضبوا منها ولعلهم سيموتون بغيظهم .. إننا يجب أن نحتفي بتحقق أهم أهداف ثورة الشباب وأولها ، كما يجب أن نتجاهل إشاعات المغرضين لأنه عندما تنكسر شوكة الباطل ، وعندما تذهب قوة الباغي، وعندما تتداعى مملكته ، وتتهاوى أركانها، حينها تلوح بشائر النصر في الأفق معلنة شروق فجر جديد
قرارات تقسيم مسرح العمليات العسكرية وقرارات التعيين التي أصدرها الرئيس والتي تعتبر تكملة لهيكلة القوات المسلحة كانت قرارات شجاعة ومنصفة وعادلة وقويه إذ جاءت ملبية لطموحات الشعب اليمني بمختلف شرائحه و توجهاته وضمن تحقيق أهداف ثورتنا المباركة كما أن تلك القرارات كانت ملبية لمتطلبات المرحلة الحالية .
إذا كان ثمة من يعتقد بان تلك القرارات التي أصدرها الرئيس هادي انتصرت لطرف سياسي دون الآخر وإذا كان ثمة من يعتقد بان هناك طرفاً منتصر وآخر خاسر من تلك القرارات فهو على أقل تقدير صاحب نظرة ضيقة وقاصرة وهو أيضا واهم و لا يقرأ الواقع قراءة صحيحة .ذلك إن الواقع يقول بان المنتصر من هذه القرارات هو اليمن ووحدته وأمنه واستقراره وتطوره وازدهاره وإذا كان ثمة خاسر من تلك القرارات فهو عدو الوطن والثورة والشعب اليمني.
لقد مثل قرار تكملة إعادة هيكلة القوات المسلحة أهمية بالغة في تاريخ اليمن الحاضر والمستقبل ,فبموجب هذا القرار انتهت والى الأبد بقايا الأسرة الديكتاتورية وأيضاً أسباب التوتر والخلاف والصراع القائم بين القوى السياسية كيف لا وقد تم استبعاد كلٍ من نجل المخلوع وقائد الجيش الحر علي محسن من التعيينات العسكرية الهامة, حيث تم تعيين الأول سفيراً للجمهورية اليمنية لدى دولة الإمارات وتم تعيين الآخر مستشاراً للقائد الأعلى للقوات المسلحة وهي مناصب ليست ذات أهمية مقارنة بما كانا يمتلكان من مناصب عسكرية حساسة وغاية في الأهمية.
هذه القرارات التاريخية التي أصدرها الرئيس الانتقالي أعادت وبلا شك ترتيب البيت اليمني من جديد ليتسع لليمنيين جميعاً بمختلف توجهاتهم وشرائحهم ومن هنا ,فان على الجميع أن يدرك بان اليمن لليمنيين جميعا بمختلف توجهاتهم وشرائحهم والوطن يتسع للجميع والجميع شركاء في البناء والتنمية والإعمار وبناء اليمن الجديد ..يمن الدولة المدنية الحديثة.. يمن الأمن والاستقرار.. يمن العدل والمساواة.. يمن الحرية والرأي و الرأي الآخر.. يمن المحبة والسلام.. يمن التصالح والتصافح.. يمن التعاون والإخاء.. إنه يمن كل اليمنيين.. يمن الإيمان والحكمة.
سليمان دبوان
إشراقة فجر جديد 1732