اُبتليت القوى الوطنية في الضالع (المشترك)على وجه الخصوص بفصيلين كلاهما مُر أحدهما انتفض بأجنحته وكلما ارتفع يقع على الأرض.. ويرى أن المشروع السياسي المشترك لا يصلح للحراك السياسي في الجنوب.. على الرغم أن المشترك كان له الفضل في تحريك المياه الراكدة في الجنوب في الانتخابات الرئاسية 2006م ..كان المشترك سباقاً بتحريك الشارع السياسي بمشروع سياسي وليس جهوي.. فأول فعالية للمتقاعدين العسكريين في الضالع كانت بعدسات إعلامية تابعة لوسائل إعلام مشترك الضالع.. هؤلاء المتقاعدون كان لهم السبق بعد المشترك وفيهم من رأى أن مطالبهم تسير جنباً إلى جنب مع مشروع المشترك.. وفي مشهد يشبه المقطع الأول من العرض الأول في مسرحية (باسج تو انياpassage to India) لجورج أورويل.. برزت لغة الجغرافيا تحضن المطالب وتنفر من المشترك السياسي وليس من السلطة التي تعمدت عدم الاستجابة للمطالب الحقوقية!!!.. يقابله في الجانب الآخر سلطة كانت تنهك البلد باستمرار وتستثمر الأحداث بفهلوة المنتصر وبآلة إعلامية توزع التهم والتخوين والشتم !!!وتجر الجميع إلى مربع الفوضى واللا سلم.. في الضالع كان المشهد أكثر قتامة في 2007..لكن زهرات ربيع النضال كانت تتفتح بألوان متعددة (الضالع ساحة سياسية بامتياز)، لكن في 2008م الزهرات المتفتحة طغى عليها الشوك سلطة سياسية عسكرية تتمشهد وتلعب بالسقف العالي والطموح السياسي للشارع الضالعي وحراك تبدى خلسة دون سابق إنذار ليفشل مهرجان المشترك وبهوية تصنع العداء المبكر بطريقة تجعلك تطرح تساؤلات عديدة، والهدف من إفشال المهرجان الزج بالمشترك في مواجهة مع قوى جديدة تسمى(الحراك) وليس مع الشارع الضالعي كما يعتقد البعض.. فالجميع ضالعيون بانتمائهم وانتماءاتهم السياسية والحزبية لا تزيح عنهم هويتهم الجامعة في ذلك الوقت!!..
يمكنني القول: كان على المشترك أن لا يكتفي بإفشال مهرجانه والقيام بمهرجانات أخرى داخل مدينة الضالع تُدين أفعال السلطة وتعُبر عن مواقفه السياسية.. بمعنى أخر كان على المشترك أن لا يترك الساحة في مدينة الضالع حصرية لفعالية الحراك، وبوليسية السلطة التي تتفنن بصناعة وإدارة الأزمات.. خطأ استراتيجي جعل الضالع ضحية لأهواء وأمزجة السلطة العسكرية.. وصمت السلطة المدنية.. ويوتوبيا فصائل الحراك المشاكسة تجر الضالع نحو مغامرات بطولية.. ابتداء من بطولة(رفع العلم) إلى بطولة(توزيع العداء).. مشترك الضالع وقع بين هذين الفصيلين؛ السلطة السياسية كانت تريد الذهاب بالمشترك إلى مقبره الحراك.. وحراك يُريد اجتثاث المشترك من الشارع الضالعي ليسيطر عليه بمفرده!!.
أحمد الضحياني
القوى الوطنية في الضالع.. ماذا بعد؟ 1595