تحرص وزارة التربية والتعليم على عمل دورات تدريبية للمدرسين وفي واقع الأمر أنا أرى أن من يحتاج إلى الدورات التدريبية هم أولياء الأمور، هناك أسر تتحول منازلهم إلى مدارس، تعلن افتتاحها بداية العام وتغلق أبوابها مع نهاية العام الدراسي، فالدورات التدريبية التي يخضع لها المدرسون لتنمية مهاراتهم في إيصال المادة إلى الطلاب يحتاج لها أولياء الأمور المهتمون بأبنائهم، سيما وأن المناهج التعليمية لازالت تعجيزية ولم تتخلص حتى اليوم من تبعات الكم على حساب الكيف، أضف إلى ذلك تراجع مستوى أداء المدرسين (مع احترامي لكل مدرس مخلص ومتفانٍ بعمله)، وأيضاً صعوبة المواد وكثافتها هذا الموضوع شكل مصدر قلق لدى الكثير من الأهالي، فحرص البعض على تدريس المواد التعليمية لأبنائهم، لذلك هم بحاجة إلى دورات تدريبية.
عموماً إن مشكلة المناهج التعليمية لن تحل ويبدو أنها لن تتغير، بالرغم من كونها غير ملائمة ولا تحتوي على معلومات مفيدة وهادفة تفيد الطالب وتبقى في ذهنه كمعلومة حتى عند انتهاء المدرسة.. كم هي المرات التي تناولت فيها موضوع المناهج التي تعتمد على الكم بدلاً من الكيف، ولكن لا حياة لمن تنادي، إن مناهجنا التعليمية بحاجة إلى تغيير لإزالة الحشو الزائد لغرض ملئ صفحات الكتاب لا أقل ولا أكثر وللمرة المليون أكرر: أنظروا إلى مادة الاجتماعيات للصف التاسع، كتاب الجغرافيا كتابان التاريخ جزء أول وجزء ثاني وكتاب الوطنية وهذه المادة (الاجتماعيات) مليئة بالكلام الزائد، كما نقول بالعامية، فالمعلومات التي تحتويها هذه المادة قليلة جداً وبقية الدروس كلام إنشائي وسرد لواقع وتواريخ ليست مهمة، بل غير ضرورية ولا داعي لإرهاق عقول أطفالنا لحفظها، حتى مناهج الثانوية العامة لا يمكن اعتبارها مناهج تعليمية، بل تعجيزية.. عموماً كل المناهج التعليمية بحاجة إلى تغيير، ما الضرر إذا صغر حجم الكتاب وامتلأ بالمعلومات الهامة المعتمدة على الكيف؟!
مناهجنا الدراسية لابد وأن تكون مشوقة تقدم كل ما هو قيم ومفيد وبشكل مبسط حتى يتمكن أطفالنا وأبناؤنا من دراسته وفهمه، فمتى سنرى كتباً خالية من الحشو الذي لا يفيد؟! ومتى ستتنبه وزارة التربية والتعليم إلى ذلك؟!.. وبما أن الحديث عن المناهج الدراسية والكتب، فالكتب المدرسية لازالت حتى الآن لا تتوفر في كافة المدارس ولازالت بعض المدارس تعاني نقصاً حاداً في الكتب وعلى فكرة قيل لي بأن هناك تعليمات في وزارة التربية والتعليم بضرورة سحب كتب الصف الأول والثاني والثالث الابتدائي من الطلبة ليعاد توزيعها إلى الطلاب المتخلفين بالمدرسة حديثاً، علماً بأن كتب هذه المرحلة هي عبارة عن كراسة يلعب بها التلميذ..
التعليمات بسحب الكتب، هذا الكلام ورد على لسان مسئول في تربية لحج.. وعليه إذا كان بالفعل سيتم إعطاء الطلبة الجُدد كتباً مكتوبة بإجابات طلبة سابقين، فيمكننا أن نقول (لقد أصبح التعليم في خبر كان) وعلى الدنيا السلام.