b.shabi10@gmail.com
نشرت عدد من وسائل الإعلام خلال اليومين الماضيين تقارير وتحقيقات صحفية حول وجود عدد من شباب الثورة في السجن المركزي بصنعاء منذ عام ونيف دون محاكمة أو حتى توجيه تهمة لهم.
خطيب "جمعة النصر" في شارع الستين أيضاً أشار لهذه القضية مناشداً رئيس الجمهورية إصدار قرار بإطلاقهم، متسائلاً" لماذا يبقون في السجن؟" "فإن كانوا أبرياء فليطق سراحهم وإن كانوا مدانين فاصدر قراراً يلحقنا بهم"، تأكيداً على أن السجناء لا ذنب لهم سوى أنهم شاركوا في الثورة إلى جانب الشباب على امتداد الخارطة اليمنية والثورة هي التي جاءت بحكومة الوفاق وبالرئيس هادي إلى الحكم كرئيس للبلاد وأتاحت أمامه فرصاً ذهبية للانتقال باليمن من اللادولة إلى الدولة ودخول التاريخ من أوسع أبوبه.
لماذا يبقى هؤلاء في السجن؟.. إنه من الأفضل إطلاق سراحهم ومعالجة الجرحى على نفقة الدولة دون تردد أو تهاون، كما أنه ينبغي إطلاق سجناء الحراك السلمي، فما الذي يبقيهم خلف القضبان وهم الذين ساهموا في إيصال اليمن إلى هذه المرحلة التاريخية التي يلتقي فيها اليمنيون لأول مرة على طاولة الحوار لإيجاد حل لمشاكل البلاد؟ فليس من اللائق أن يتحاور اليمنيون بينما شباب الثورة يقبعون في السجون.. إنه عيب، وعيب كبير على الحكومة وعلى الرئاسة.
لقد صنع الشباب الثورة وقادوها وأملهم بناء دولة يمنية حقيقية تغيب فيها ثقافة السجن والسجان وتحضر فيها ثقافة الحرية والتقدم، لا أن يرمى بهم خلف القضبان من دون تهم أو محاكمات على أن ما يحدث لهم هو من ثقافة الماضي الذي يفترض أنهم ثاروا عليه.
وضع الشباب اليمن على الطريق أو المسار الصحيح.. مسار الجيش والأمن الوطنيين والدولة الوطنية، صنعوا بتضحياتهم لحظة تاريخية لا يجود الزمن بمثلها واعتقد أن الرئيس هادي يبدو أكثر حظاً، كونه يرأس اليمن في هذه اللحظة التاريخية الفارقة التي وإن استغلها لمصلحة بناء الدولة ستدخله التاريخ، لأنها لا تتكرر كما أسلفنا من كل النواحي وعليه أن لا يتنكر كما تفعل بعض الأحزاب اليوم لشباب الثورة، فهم من أوصله وهيأ له هذه الفرصة، فالواجب عليه التوجيه بإطلاق سراح الشباب المعتقلين فوراً، كما وإطلاق سجناء الحراك لتكتمل فرحة النصر.. والواجب القول أيضاً إن عليه استيعاب عدد كبير من الشباب حوله كمستشارين وخبراء في الدوائر المختلفة كي يحصل على رؤية مستقبلية من خلالهم تعينه على بناء الدولة المنشودة، فالشباب الذين حملوا أفكار الثورة والتغيير لديهم قدرة على أن يشاركوا في رسم مستقبل اليمن والأهم هو كيف يمكن الاستفادة منهم من أجل المستقبل.
باسم الشعبي
صناع التغيير خلف القضبان 1475