;
أحمد الضحياني
أحمد الضحياني

التدخلات الدولية وأثرها في مستقبل اليمن والعلاقات اليمنية الخليجية 2086

2013-04-19 18:22:17


 دخول الأطراف المتعددة من الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي ضمن ما يسمى بـ(الرعاة الدوليين) للإشراف على تنفيذ المبادرة الخليجية.. يمكن اعتبارها بداية لاستراتيجية مرتبطة بالاستيلاء على مفاتيح السيطرة في مقاليد الحكم الجديد في النظام الجديد في اليمن.. وجعله تحت الوصاية الدولية والانتقال لوضع الاساس الاقليمي للسياسة الدولية من (العراق)الشرق الاوسط الى اليمن الاكثر أهمية في الجزيرة العربية.. وهذا يفسر لنا مقدار تدخل العامل الخارجي الذي يلعب دورا كبيرا في تقرير وضع الدولة والنظام السياسي في اليمن وعدم السماح بقيام نظام سياسي يكون له شأن في معادلات توازنات القوى في المنطقة وهو ما عبر عنه احد الزملاء لا يريدون من اليمن أن تنهار أو تتحسن.
ويمكن القول أيضاً إن النظام السابق ساعد على جعل اليمن تحت الوصاية الدولية وجعل القرار السيادي لليمن من صنيعة المجتمع الدولي.. وهذا يفسر لنا مقدار الوفاء الذي ابدته لصالح ومنحته قانون الحصانة الذي وضعته دون علم المشترك وشركائه.. وبقدر ما ستعمله دول الخليج في انقاذ اليمن في الجانب الاقتصادي لكنها وضعتها في مستنقع السياسة الدولية(الوحشية).. وفي الوقت نفسه عدم رغبة دول الخليج في جعل نفسها وجود في معادلات توازنات القوى في المنطقة يجعل المنطقة تحت بؤرة الصراع والتنافس الدولي والاقليمي الذي دائما يحرص على مصالحه, وإعادة رسم المنطقة في الجزيرة العربية بما يتناسب مع التوجهات الدولية بطرق عديدة قد يكون منها تحديد مسار وطبيعة العلاقات اليمنية الخليجية..
سأتناول هنا حيثيات التدخل الدولي وخاصة امريكا في رسم مسار وحيثيات العلاقات اليمنية الخليجية فيما يخص(الامن الاستراتيجي القومي للمنطقة) وانعكاس هذا التدخل على حال الدولة القادمة في اليمن.
الموقع الاستراتيجي لليمن والمنطقة
ان الموقع الاستراتيجي لليمن وما يمثله هذا الموقع من مجال حيوي.. فهو يطل على البحر الاحمر والبحر العربي والمحيط الهندي.. حيث يمثل خليج عدن ومضيق باب المندب المدخل الجنوبي للبحر الاحمر اهمية مضاعفة في تامين عبور السفن البحرية الدولية والإقليمية.. وما يمثله خليج عدن من اهمية حيث يمر منه ويلتقي عنده اهم ثلاثة ممرات مائية بحرية دولية: الأول الخط القادم من الخليج العربي والثاني الخط القادم من شرق وجنوب شرق آسيا.. والخط القادم من شرق افريقيا وجنوبها الى البحر الاحمر وتؤثر على حركة الملاحة في البحر الاحمر كأهم ممر مائي شديد الحيوية لحركة النقل البحري وحركة التجارة العالمية يربط من جهة بين جنوب شرق آسيا وجنوب أفريقيا وأوروبا والأمريكيتين من جهة.. كما أن هذه الممرات للملاحة البحرية واقعة ايضا في منطقة شديدة التوتر والصراع والفوضى الأمنية (ابتداء من الصومال وجيبوتي وحتى أرتيريا وأثيوبيا) وما يمثله التواجد الأجنبي على سواحل واراضي هذه الدول القوات الأمريكية المتمركزة في جيبوتي والوجود الصيني الإيراني في الصومال والتواجد الاسرائيلي الامريكي في أريتيريا, مما جعل المنطقة اكثر سخونة.. ويعود التواجد الأجنبي العسكري في هذه الدول بسبب تحولها الى دول فاشلة وغير قادرة على ايجاد نفسها وتأمين المجال الحيوي الذي يحوي العديد من الممرات المائية والملاحية البحرية والتي تمثل الامن الاستراتيجي للعالم والتي تمر منه الناقلات النفطية واكثر من 15الف سفينة بحرية سنوياً.. ومدخل جنوبي واستراتيجي لحقول النفط العربي, ومما زاد من حجم التواجد العسكري الاجنبي ابتكار ما يسمى(بالقرصنة), حيث مثلت دول جنوب افريقيا محل توازن للقوى الدولية المتواجدة فيها ومحل صراع للسكان الأصليين.. ما هو مستقبل هذه الدول بالنسبة لليمن؟..
يمكن القول انه في حال استمرار هذه الدول في تنفيذ أهدافها ومصالحها من خلال سياستها وعلاقتها الخارجية فإنها ستحاول كذلك تطويع مسار العلاقات اليمنية الخليجية من اجل اجندتها الخاصة في المنطقة مستغلة الوضع في اليمن بحالتيه السياسية والاقتصادية.. وكما بدت أمريكا في المرحلة السابقة (عراب العلاقات اليمنية الخليجية)هي تبدو كذلك فتحركات السفير الامريكي وتصريحاته حول(مسيرة الحياة)و(هيكلة الجيش)مع بقاء علاقته الودية مع صالح يدل دلالة واضحة على ازدواجية الدبلوماسية الامريكية في انتاج اوضاع استثنائية تخدم السياسة الخارجية الأمريكية.. وما يبعث القلق هو احتمال تأجيل هيكلة الجيش في ضوء تصريحات السفير الامريكي وما يمثله هذا اللعب من خطر على الثورة وعلى انتقال السلطة وحكومة الوفاق ..فاذا اعتبرنا هذه الحيثيات محاولة لإبقاء صالح قوياً واضعاف للرئيس عبدربه منصور ومكر بوفاق المشترك وشركائه وفرصة لتمدد القاعدة والحوثيون فهو لعب وسخ قد يجعل اليمن متوقفة بين الانهيار والإنقاذ.
وبمتابعة دقيقة لدور الدبلوماسية الامريكية في ضبط ايقاع تنفيذ المبادرة الخليجية ندرك ان هناك توقيت معين محكوم بتطور الاحداث قد يجعل من اليمن(صومالاً إنسانياً وسياسياً).. فالاستغراق في الحديث عن وسخ الدبلوماسية الامريكية في انتاج الاوضاع الاستثنائية في اليمن هو حديث له صلة بالترتيبات الامنية والعسكرية التي قامت بها الحكومة الامريكية ابتداء من الوحدات الخاصة من السي آي ايه والمباحث الفدرالية والامن القومي الامريكي الذين عملوا كفريق واحد في ادخال اليمن مجال النفوذ السياسي والعسكري والأمني الأمريكي.. وكفيلة بإضعاف موقف القوى السياسية في اليمن وارث لا زال يحتل موقعه في صياغة الاوضاع الحالية والرؤى المستقبلية بما يتناسب مع المصالح الأميركية.. فمعناه أن قيام أي دولة في اليمن يجب ان تراعي التوازنات الاقليمية في العلاقات اليمنية الخليجية.. وفي الوقت نفسه إن تداعيات هذه الحيثيات سلبياتها وإيجابياتها ستؤثر في العلاقات اليمنية الخليجية خاصة العلاقات الامنية فيما يخص ممرات الحركة الملاحية البحرية
في نهاية المطاف إن محاولة انقاذ اليمن عبارة سئمناها من جراء ضجيجها المدوي بتصاريح الدبلوماسية الدولية وخاصة أمريكا, بينما على الأرض خلاف ذلك.. تفضحها استمرار دعمها لصالح اُس المشكل في اليمن وهي كأطراف فاعلة عمقت من الاشكال واسهمت في تعقيدات الحل متكئة على القوة والهيمنة والإكراه.. فهذه الأطراف الدولية بلعبها الوسخ تمنع انتقال اليمن ليوقف على قدمية عوضا عن مساعدته وتمنع تطور علاقات يمنية خليجية تحقق الامن القومي العربي المتمثل بالتمكن العربي(اليمني الخليجي) على منفذ باب المندب وخليج عدن البوابة الجنوبية للأمن القومي العربي والضغط على القوات العسكرية الاجنبية لمغادرة مكانها واستبدالها بقوات يمنية خليجية أو عربية مشتركة.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد