إلى الناحية الغربية من مدينة ذمار وسط اليمن تقف قرى "وصاب" شامخة بشموخ جبالها التي تشكل جزءاً من السلسلة الجبلية الغربية في اليمن المطلة على سهول تهامة؛ وما عرف سابقاً بـ"سلسلة جبال السراة", حيث يتراوح ارتفاعها بين 380 – 3500 متر فوق مستوى سطح البحر، يقل ارتفاعها كلما اتجهنا إلى الغرب، من أشهر جبالها جبل "الدن" ثاني جبل بعد جبل النبي شعيب بصنعاء بالنسبة للارتفاع يأتي بدرجة ثانية جبل الجميمة( بني عفي) وجبل المصباح الذي يعد الأقرب إلى سهول تهامة من الغرب والذي يرى الزائر منه مياه البحر الأحمر وبعض الجزر وها هي اليوم تعيش فصلاً من فصول الضربات الأمريكية التي تستهدفها ومن المفارقات العجيبة أن نجثو على ركبنا بينما أعداؤنا يخططون وينفذون ما يحلو لهم في النيل منا ولازالت الأمه تغوص في سباتها العميق غير آبهة بما يدور حولها وما يخططه أعدائها في سبيل النيل منها ومن تراثها وقيمها بل وإسلامها وعروبتها وهم اليوم ينهشون لحمها ويسفكون دمائها وللأسف أن هناك أناساً هم من بني جلدتها الذين يحسبون في قائمتها ويعيشون فوق ترابها ويأكلون من خيراتها وللحق أقول في الأمس القريب قتل الردمي المحسوب على تيار تنظيم القاعد الإرهابي حسب توصيف الإرهابيين الأمريكان وقد أعلنت السلطات اليمنية ووكالات الأنباء عن مقتل حميد ردمان المانع الملقب بـ " الردمي " القيادي في القاعدة في مديرية وصاب العالي بمحافظة ذمار "جنوب صنعاء" بغارة جوية نفذتها طائرة بدون طيار مساء الأربعاء الماضي إلى جانب أربعة من مرافقيه.. وقد أكد مصدر أمني مسئول في محافظة ذمار إن غارة جوية استهدفت حميد الردمي عند الساعة الثامنة والنصف من مساء الأربعاء في قرية مذلب - بيت اليهود في قلب وصاب العالي وهو في طريقة إلى منزله قادما من سوق القرية وأسفر ذلك عن مقتله وأربعة من مرافقيه في حين تعد هذه أول غارة تنفذها طائرة بدون طيار في اليمن بعد انطلاق مؤتمر الحوار الوطني الشامل في الثامن عشر من مارس الماضي، كما تعد الأولى على منطقة وصاب العالي مما يعني أن الولايات المتحدة تخلصت من احد اهم خصومها في الشرق الأوسط وعملية مقتله لم تكن أمراً سهلاً بالنسبة للولايات المتحدة, بل إنها نتيجة متابعه دامت شهور عديده إن لم تكن سنوات ويأتي هذا في سبيل المشرع الأمريكي والمسمى "مكافحة الإرهاب" بعد أن وافق الكونغرس ومجلس الشيوخ الأمريكي بالإجماع وبسرعة فائقة على منح الرئيس الأمريكي جورج بوش 40 مليار دولار لحملة الحرب على الإرهاب و 20 مليار دولار إضافية لمساعدة خطوط الطيران الأمريكية في أزمتها الاقتصادية التي مرت بها عقب أحداث 11 سبتمبر 2001 وتم إلقاء القبض على الآلاف من الأشخاص منهم الكثير من المواطنين الأمريكيين من أصول شرق أوسطية وجرت معظم الاعتقالات بصورة غير معهودة في القوانين الجنائية الأمريكية إذ لم يتمتع المشبوهون بحق التمثيل القانوني لهم من قبل محامين وكله لتأمين امنها القومي وتؤكد لشعبها أنها قادره على أن تحميه ولو على حساب دول بأكمله, فقد ذهبت أفغانستان ثم تلتها العراق.. أما تنظيم القاعدة في اليمن وعقب أحداث 11 سبتمبر 2001 حصلت سلسلة من الأحداث التي أدت تدريجياً إلى بلورة فكرة الحرب على العراق ونشوء فكرة محور الشر الذي استعمله الرئيس الأمريكي جورج بوش لوصف دول العراق وإيران وكوريا الشمالية وأيضا نشوء الفكرة وهي الهجوم مع سبق الإصرار لغرض الدفاع عن النفس وفيما يلي سلسلة من الأحداث تم ذكرها كأسباب لبداية إعلان الحرب على الإرهاب فهو يشير إلى صراع عسكري بين الحكومة اليمنية، التي تدعمها الولايات المتحدة من طرف وبين تنظيم القاعدة والجماعات التابعة لها في اليمن، من طرف آخر كجزء من الحرب العالمية على الإرهاب التي تتابعها الولايات المتحدة فقد بدأت الحملة الحكومية في عام 2001، وتصاعدت في 14 يناير 2010 ، عندما أعلن اليمن حربا مفتوحة على القاعدة, بالإضافة إلى القتال ضد تنظيم القاعدة في العديد من المحافظات، وبينما اليمن تقاتل في الشمال التمرد الشيعي ومحاولة احتواء الانفصاليين في الجنوب . تصاعد القتال مع تنظيم القاعدة خلال فترة الثورة اليمنية في عام 2011، مع الجهاديين الذين استولوا على معظم محافظة أبين واعلنوا فيها إمارة في نهاية مارس. وخلال الأشهر القليلة الأولى من عام 2012 كان هناك موجه أخرى من العنف والقتال وسيطر المسلحون على مدن في جنوب غرب البلاد وسط معارك ثقيلة مع قوات الحكومة.
ذكرت وثائق ويكيليكس المسربة أن الرئيس السابق علي عبد الله صالح أكد انه سيقول لشعبه أن الهجمات الجوية الأمريكية ضد القاعدة هي من الجيش اليمني, في حين أن تقارير إخبارية أشارت إلى مشاركة أمريكية كبيرة في العمليات اليمنية ضد تنظيم القاعدة منذ أواخر عام 2009، بما في ذلك التدريب، وتبادل المعلومات الاستخباراتية، "عشرات القوات" من قيادة العمليات الخاصة المشتركة، والمشاركة المباشرة ومما لاشك فيه أن اليمن تحت الضغط ضد تنظيم القاعدة منذ هجمات سابقة على حلفائها الرئيسيين، المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة وبواسطة المسلحين القادمين من الأراضي اليمنية . الهجمات السابقة المرتبطة بتنظيم القاعدة في اليمن وتشمل تفجير المدمرة الأمريكية (يو اس اس كول)عام 2000 والهجوم على "السفارة الأمريكية" عام 2008 ، والعديد من الهجمات ضد السياح الأجانب ويأتي مصطلح الحرب على الإرهاب وتسمى أيضاً الحرب العالمية على الإرهاب ويطلق عليه البعض تسمية الحرب الطويلة هي عبارة عن حملة عسكرية واقتصادية وإعلامية تقودها الولايات المتحدة وبمشاركة بعض الدول المتحالفة معها وتهدف هذه الحملة حسب تصريحات رئيس الولايات المتحدة السابق جورج دبليو بوش إلى القضاء على الإرهاب والدول التي تدعم الإرهاب. بدأت هذه الحملة عقب هجمات 11 سبتمبر 2001 التي كان لتنظيم القاعدة دور فيها وأصبحت محوراً مركزياً في سياسة الرئيس الأمريكي السابق جورج و. بوش على الصعيدين الداخلي والعالمي وشكلت هذه الحرب انعطافة وصفها العديد بالخطيرة وغير المسبوقة في التاريخ لكونها حرباً غير واضحة المعالم وتختلف عن الحروب التقليدية بكونها متعددة الأبعاد والأهداف, أما كلمة الإرهاب بحد ذاتها فهي كلمة مثيرة للجدل إذ أن للكلمة معاني عديدة يعتمد على الانتماء الثقافي والديني للشخص حيث أن للكلمة معاني مقبولة في العقيدة الإسلامية وتشير إلى تخويف أعداء الله استنادا إلى النص القرآني "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم" ولكن مفهوم الكلمة الحالي والتي تستعمله وكالات الأنباء الغربية هو أي عمل يستخدم العنف والقوة ضد المدنيين ويهدف إلى إضعاف الروح المعنوية للعدو عن طريق إرهاب المدنيين بشتّى الوسائل ومما يثير الاستغراب في أروقة الجدل السياسي هو عن ما مدى العلاقة التي تربطها الولايات المتحدة مع جماعات أخرى ليست محسوبة على تنظيم القاعدة كجماعة الحوثي التي ترفع شعار الموت لأمريكا وكذلك حزب الله في لبنان مقابل جبهة النصرة في سوريا والتي وضعتها في لائحة الإرهاب مؤخراً ولعل المتابع لهذا الشأن يجد نفسه أمام منعطفات تغرد به خارج السراب الذي يحاكي الواقع الذي نعيشه اليوم فشتان أن يجمع العداء لأمريكا بين هذا وذاك في حين أن أمريكا تستهدف طرفاً وتترك آخر.. والسلام.
عمر أحمد عبدالله
الردمي هدف لأمريكا من قلب وصاب بينما الحوثي...!! 2628