حفَـرَ الزمان بخطـوطه القاسية على وجوهنا المرقعة بخارطة الأحزان، وعالمنا الداخلي أصبح فضاءً ممتداً مليء بالغبار والرياح العاتية ,فتلاطمت أمواج البحار السياسية لتغرقنا في مستنقعات مليئة بالوحل.
عـذراً يا تعـز وليته يفيد منـّا الاعتذار.. فقد تحامل عليك الكثيـر بأحزابهم وبسياساتهم الدنيئة في حين تربّص بك المغرضون الذين تناسوا قيمتك وتاريخك من تلك القـرون الماضية.
غفلنا عن إصــلاح أنفسنــا ليصلح بعدهـا حالنا.. وركضنا خلف الذين ينادوننا معهم على زرع ألغام الأحقاد فيما بيننا وتجاهلنا أننـا سنكون في خطـر عندها لا يكون للحياة سبيلاً غير التشاجر والتناحر..
عذراً أيتها الحالمة إنّا قريبـاً لمهتدون.. فمهما تناقلنا الرسائل والمناكفات العصبية في الزمن العصيب سوف نعود إليك نمشي على استحياء وسنتعترف لك بأننا على خطأ لنلتمس العذر منك مجدداً.. فيك المرجفين والزمّارين وفيك الذين تسللوا إلى أحضانك يجرون أذيال الخيبة ورائهم يبتغون فضلاً من زمرتهم ليمدّوهم بالمال والعتاد كي يجعلوا تعز مقراً للفوضى والتناحر المستمـر..
فالراقصون في الميدان الحاقـد لا يمثلون ثقافتنا، والوجوه الملونة ما هي إلا طعن وتشكيك للمحافظة التي تحمل في طياتها ثورة عارمة وفي جوارها مادحون ومرجفين وما تلك الهلوسات إلا كسكرات موت واحتضارات لأحزاب وسياسات ركبت موجات عقولهم، وإن حبـل الكذب والزور بات قصيرٌ جداً والهامات العليا تظل شامخة لن يطالها الطعن والشتائـم من تلك الأصوات النشــاز.. ومعارك اليـوم القاسية ما هي إلا حروبٌ مفتـوحة تقودها الأحزاب والكتل السياسية المختلفة..
خليف بجاش الخليدي
عذراً يا تعز 1618