;
محمد سيف عبدالله العدينى
محمد سيف عبدالله العدينى

إما العنف أو التسامح 1464

2013-04-23 18:13:33


 إن مشكلتنا نحن العرب لا نحل الصراع والعنف والمشكلات بالحوار، بالرغم من أن ديننا الإسلامي دين السلام والحوار, يتكامل فيه كل طرف مع الطرف المقابل في مركب جديد متطور متفوق على كل من المركبين السابقين المتصارعين..
 إن ثقافتنا هي منتج لردود الأفعال وثقافة ردود الأفعال ثقافة صدامية كل طرف يريد إلغاء الآخر وفي الأخير يموت الاثنان في النهاية، لأنه في اللحظة التي يلغي فيها أحد الأطراف الطرف الآخر يكون قد حكم على نفسه بالإلغاء، فالحوار إذا هو آلية نجاة الجميع، لأنه وثيقة الاعتراف المتبادل بالوجود الذي أسبغه الله على الجميع..
 ويروى في حوار جرى بين اثنين أن أحدهما قال للآخر: هل لك في الحوار؟ فقال: على عشرة شروط قال: وما هي؟ قال: ألا تغضب، ولا تعجب، ولا تشغب، ولا تحكم، ولا تقبل على غيري وأنا أكلمك، ولا تجعل الدعوى دليلاً، ولا تجوز لنفسك تأويل آية على مذهبك إلا جوزت لي تأويل مثلها على مذهبي، وعلى أن تؤثر التصادق، وتنقاد للتعارف، وعلى أن كلاً منا يبغي من مناظرته أن يكون الحق ضالته والرشد غايته لأن الله ركب المخلوقات المادية والمعنوية على الزوجية فهي القاعدة الأولى التي ينطلق منها الوجود المخلوق عداه سبحانه وتعالى الواحد الأحد، فكل شيء، من الأناسي والحيوان والثمار و(الأفكار) خلق زوجين وليس فردا، وبغرض التزاوج:{وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} (49) سورة الذاريات، فالإنسان يولد من زوجين أب وأم، كذلك الحيوان والنبات، وكذلك الأفكار وكذلك الا فكار، فكل فكرة هي مولود من أب وأم، وفروع وأصول:{سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ} (36) سورة يــس..
 وتزاوج فكرتين بشروط الزوجية يخصب العلاقة بذرية جديدة صحيحة البنية، ولكن مع هذا قد يحدث زواج ولا يحصل الإنجاب بفعل عقم أحد أو كلا طرفي العلاقة، فالشرط العضوي أساسي في الزواج، ولا يتم الإنجاب إلا به، ولكنه مع هذا فهو شرط غير جامع ولا مانع فحتى يأتي الأطفال إلى الدنيا لابد من زواج بين رجل وامرأة، وحتى يرى الحيوان ذريته من أي نوع لابد من زواج ذكره بأنثاه، وحتى يتم إثمار النبات لابد من اللقاح والزوجية، فـ(ولادة) البشر و(تكاثر) الحيوان و(إثمار النبات) يتوقف كله على التلاقح والزوجية, فالزوجية هي : "أس الكون وأساس الوجود المخلوق ما عداه سبحانه وتعالى، هذا القانون ينطبق أيضا على الأفكار باعتبارها وحدات مخلوقة فشرط الخصوبة والتكاثر الإيجابي بل وحتى السلبي في الوجود المخلوق، هو الزوجية، وتعبير القرآن {من كل شيء} يجعل القاعدة تعم المخلوقات كلها فتدخل دنيا الأفكار تحت هذه القاعدة باعتبار أن كل فكرة هي مخلوقة من مخلوقات الله فكما أن كل شيء مخلوق كذلك فهو خاضع لقاعدة الزوجية ، ولا تشذ الأفكار عن هذه القاعدة، ففكرة (أ) عندما تتزاوج مع فكرة (ب) يتولد منهما فكرة (ج)، وكما كان للبشر أبناء {وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً} (72) سورة النحل ، كذلك كان للأفكار ذرية صالحة وأحيانا طالحة اذا المطلوب من القوى السياسية اليمنية واعضاء مؤتمر الحوار الوطني ان يعوا هذه الحقيقة وان يلدوا افكارا ايجابية تستفيد منها الجيل القادم ويتجنبوا الا فكار السلبية التي ستكون سببا في ايذاء مستقبل اليمنين وبها يستحقون لعنة الأجيال والتاريخ وقبل هذا عذاب الله في الآخرة..

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد