من سيحنو على وطن متهالك, أهلكناه بأيدينا العابثة بكل شيء جميل؟!.. تعبنا ونحن نحاول أن نكون بشراً أسوياء, أن نشد أزر بعض لتجنيب الوطن كل هذه المآسي, فقهنا لغة وأسلوب الخراب ولم نع بعد بان الأرض تهتز من تحتنا وسنغور عما قريب كما لم نك شيئاً مذكوراً.
مأساتنا الجمعية أننا لم نستشعر كم يحتاج اليمن من الوقت ليصبح الوطن الذي نحلم به ولا فقهنا الطرق التي ستوصلنا لتحقيق ذلك".. يعني أي مسؤول يمسك منصباً, من اليوم الثاني نريده يغير الحال وكأن بيده العصى السحرية".
صبرنا وصبر الآباء والأجداد عقوداً من الويل ولا أحد يكون يقول " بوح واليوم كلنا نصيح " وينك يا مسؤول! يا وزير ويا حاكمنا الجديد!".. معنا حق نطالب بكل شيء ونعيش حياة كريمة نحلم بها وان يسود النظام والقانون, وان نتمتع بحقوقنا كاملة, ومن بينها الكهرباء التي نغصت حياتنا.. لكن كيف سنحصل على كل هذا ونحن نقطع الطرقات ونفتعل الجرائم ونصيح" يا غارتاه وين الحكومة".. لا أدفع هنا عن حكومة فاشلة وعن وزراء لم يحركوا ساكناً نحو خروجنا من السأم المخيم على أيامنا, ولا يمكن بأي حال أن أدافع عن وزير تربية مشلول وأشول الضمير تاركاً مدرسة في قريتي تحتج منذ عام على عدم توفر مدرس ولم يسعفها بمدرس أو اثنين من الذين أصبحوا أكوام "مجانين" على قارعة الطرقات والمبكي في هذا تفكيره " استيراد مدرسين من غزة ", وطلاب قريتي سيتقدمون لامتحانات الثانوية العامة بعد شهر" وهم ما يعرفون ماذا يوجد داخل منهاج الـ " كيمياء فيزياء وأحياء"..
ولن أدافع عن وزير تقيح بالفساد, ويحاول استنساخ الماضي الذي ثرنا ضده بكل تفاصيله, ولن ولن ولن.. ولكن هل الحكومة بيديها كل شيء أم نحن شركاء في الصلاح وفي الخراب؟ هل لو تطرقنا إلى جزئية بسيطة وهي " فرض الأمان " فهل نحن مسؤولون ومساءلون عن إنجاحها؟..
تدخل الحارة وهناك المجاميع المسلحة يتمازحون بالأسلحة ويتباهون بحملها, ولا هنالك من أب, أم, أخ, أو حتى جازع طريق يستنكر هذه المظاهر ولماذا نسمح بهذا!, هل نحن لا سمح الله في حرب مع اليهود؟!..
مظاهر عدة تؤكد أن داخل كل واحد منا نفس شريرة تحب الدمار والخراب والعبث بكل ما هو جميل, فحتى إذا ما سنحت الفرصة أخرجنا هذه الشهوة المكبوتة ليصبح كل شيء " دمار في دمار"..
أمي رعاها الله تسرد لي المثل القائل "مكسر غلب مائة مدار" وصدق هذا المثل الذي يصور حالنا, نريد صلاحاً وإصلاحاً وبأيدينا معاول الهدم متحركة "وشغاله قرعة صباح مساء ".. فمن يستطع أن يصلح الشأن ولو جربنا كل الـ25 المليون اليمني في حكومات متعاقبة! مالم تكن العملية مشتركة ويستشعر كل فرد مسؤوليته تجاه الوطن.. ضع نفسك وزيراً ومحافظاً وصولاً إلى حاكم للبلد, ماذا بوسعك أن تفعل أمام هذا العبث؟!.
أحمد حمود الأثوري
لن ندافع عن الحكومة! 1699