إنه من المعلوم بأن شرط الزوجية هو أساس الخصب في كل شيء، لقوله تعالي (ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون)، وهذا عام وكذلك ينطبق على تبادل الأفكار، فاللقاءات القيادية للأحزاب والمنظمات وغيرها تحتاج (القيادين العقليين المثقفين) المخصبين, فاجتماع عاقلين أو عقلاء يتبادلون الآراء، ينتج عنهم أفكاراً جديدة باعتبار (التلاقح النوعي والفكري)، ومع هذا فإنه ليس كل الأزواج عندهم ذرية فكرية أو تربوية لان الله قال :{ويجعل من يشاء عقيما} (الشورى50)، فاجتماع جاهلين هو اجتماع عقيمين، والعقيم من طرف واحد يسبب عدم الإنجاب، فكيف إذا كان من الطرفين، وهنا على الأحزاب والمنظمات والجماعات عليها أن تعمل مراجعة لقياداتها وتحدثهم ليواكبوا ما بعد الثورة ومتطلباتها، وتبعد العقم الفكري والتربوي والقيادي و "المذحلين والملصصين" عنها، وتحد تغيراً لوائحياً ومنهجياً بما يواكب مستقبل اليمن الجديد حتى لا نكرر الماضي بالماضويين، فالخصوبة تأتي من مخصب، وكذلك اجتماعات الناس بهدف التطوير، إلا أن علاقات الأفكار في تزاوجها تخضع للقوانين.
ففي عالم الأفكار تتزاوج مع أصولها وفروعها وهذا يعني ذرية برقم قياسي، والذرية التي تخرج من هذا الاقتران هي أفضل من الأصول بل وكل ذرية هي أفضل من التي قبلها كما يحصل في أولادنا الذين ننجبهم, فأولادنا نسخ أصلية أفضل منا، ويحملون القدرة الإنتاجية نفسها ان الفكرة كائن حي، بمعنى أنه يحمل صفتي (الحركة والتكاثر)، وهكذا : فالفكرة تحمل في ذاتها قدرة الاندفاع الذاتية، لذا يجب علينا أن لا نزهد بأي فكرة ندلي بها في أي وسط إنساني واع، والقرآن اعتبر الكلمة الطيبة، كائناً حياً {كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء} (24) سورة إبراهيم، ومن هنا نطالب القوى السياسية وأعضاء مؤتمر الحوار الوطني ان يولدوا أفكاراً تواكب أهداف ثورة الشعب اليمني.
محمد سيف عبدالله العدينى
القيادان العقليان المثقفان 1490