إن هناك في عالم الأفكار قانوناً اسمه (النمو أو الفناء الذاتي)، مثل الفكرة العنصرية السلالية سيئة فيها خلل، يقودها إلى وضع سرطاني فتنمو ولكن بشكل شاذ، مما يؤدي بها في النهاية إلى حتفها وغيرها كثير كما أخبرنا الله قائلا:{وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ} (26) سورة إبراهيم، خلافا للفكرة الجيدة التي فيها صفتا (الخيرية والديمومة)، ولذلك اعتبر القرآن أن العاقبة هي للأفكار الصالحة، فهي التي ستبقى، في حين أن الأفكار السيئة، تمتاز بالجزئية والتعصبية، وعدم الصمود مع عنصر الأمة والتعدد والزمن {فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ} (17) سورة الرعد، ولهذا سقطت الشيوعية بسبب غياب الحرية والتعددية ومضت الفاشية، وانقرضت النازية، فهو قانون تاريخي صارم، أن الكون يقوم على مبدأ التعددية، فالجبال مختلف ألوانها، والألسنة متعددة، والشعوب متباينة، والأفكار متضاربة، وهذه القاعدة متأصلة في الوجود، وعلى أساسه تمت برمجته،{ولذلك خلقهم} "هود119"، فهو جل جلاله، لو أراد لجعل الناس أمة واحدة، ولكنه خلقهم مختلفين، حتى تبقى الحياة في حالة صحة ونمو، وحركة ومدافعة ويقظة أن على كل الأحزاب والجماعات أن تدرس اختلاف التنوع وتقبل بالتعددية الفكرية في أعضائها لتتجدد على الدوام.
محمد سيف عبدالله العدينى
حركة الأفراد والجماعات والأحزاب في الأمة 1292