;
عمر أحمد عبدالله
عمر أحمد عبدالله

التمديد ومصلحة اليمن 1733

2013-04-28 16:26:56


قد تبدو المهمة شاقة وصعبة أمام فخامة الأخ الرئيس/عبدربه منصور هادي، في حال أوكلت إليه مهام قيادة اليمن لفترة ثانية وهو ما نؤمل فيه.. إذاً التمديد الذي قد تتوافق عليه كافة القوى السياسية لا يعني تمديد بلغة الدكتاتورية أو ربما لغة الرئيس السابق/علي عبدالله صالح، بحيث أن التمديد للرئيس هادي يعني حمل الثقيل على كاهل قد يستطيع حمله وهو ما نرى ملامحه أو ربما قد يسقط لا سمح الله, فالفترة الانتقالية التي صمد خلالها هادي تحتاج إلى تأكيد كما في اللغة العربية التأكيد الفضي وهو واجب على كافة الفرقاء السياسيين أن يمنحوه للرئيس هادي وذلك ليس لمصلحته الشخصية وإنما لتكريس ومتابعة القرارات التي أعاد فيها رسم ملامح اليمن الجديد وأبرز تلك الملامح هو بناء جيش وطني يقوم على الولاء للوطن والشعب وكذلك إحلال الأمن في كافة ربوع الوطن وهو الأمر الذي لم نر إلا الجزء اليسير منه.. وهناك أشواط يجب أن يكون اللاعب فيها هو من بدأها, أي الرئيس هادي, ومما يسهل الطريق الذي يبدو وعراً أمام الفرقاء السياسيين في خوض غمار التنافس الشريف بعيداً عن كافة الوان العنف والاقتتال التي شهدناها في السابق ونشهدها اليوم على ساحات متفرقة كسوريا واليوم ساحة الحويجة التي مزجت لون الدم العراقي والحالة من الفرقة والشتات التي يعيشها العراق ولا أظن العراق سيسلم مما أصاب الآخرين..
ولعل المرحلة التي ستعقب المرحلة الانتقالية ستكون سيئة، بحيث أن كل واحد من الأطراف ينتظر اللحظة التي يخطط لها في معترك انتخابات 2014القادمة، بحيث أن الأوضاع وليدة ولم يمر عليها سوى عامين امتزج فيها الضعف بالقوة والوحدة بالانفصال وعلى هامش المرحلة الانتقالية حاولت أطراف أن تعلو بصوتها ولكن صوت الحكمة والعقلانية التي اتسم بها الرئيس هادي هي التي علت وجعلت منه زعيماً يصعب بحق أن ننكر ما قام به، رغم وجود الثعابين الذين تركهم الرئيس السابق وردد عبارته المشهورة بأنه يحكم على رؤوس الثعابين وقد اتضح لنا أنه هو الثعبان الذي كان يحكم على رؤوس اليمنيين وتؤكد ذلك الأوضاع التي كانت والأوضاع التي نعيشها اليوم, سيما قضية الجنوب والتي تبدو أكثر القضايا تعقيداً وكيف لا وقد ظل الثعبان يحكم الجنوب كما يحكم الشمال, ما يعني أن الجميع اكتووا بناره وذاقوا مرارة الكأس الذي شرب منه إخواننا في الجنوب, فمصير البلاد مرهون على عاتق الرئيس هادي الذي منح الثقة المطلقة والكاملة, مما يجعله حبيس إرادة الشعب حتى يعلم علم اليقين أن الأوضاع ستستتب وأنها إلى الأمام, مع التأكيد المطلق بعدم عودة خفافيش الظلام وباعة الأوهام في سوق الاحلام وهذا التأكيد منبثق عن قناعة كاملة بمصير اليمن القادم من منطلقات الأجواء والممارسات التي خاض غمارها الرئيس هادي, فمن توحيد البلاد والأرض والتراب اليمني إلى توحيد الفرقاء السياسيين, ليس ايدلوجياً على اختلافهم وإنما على أيدولوجيات مغايرة أبرزها الوطن ومظلته التي حكمت بأن يتعايش الجميع تحت رايتها وتحتها يحتجب الجميع عن الشمس الحارقة والأمطار الغزيرة التي تتلقفها الحكومة يوماً بعد آخر على مشارف الشواطئ ومداخل ومخارج البلاد وهي سيول متدفقة إما من إيران أو من تركيا وغير ذلك.. وكذلك الحرية عندما يبني الجميع لها معبداً الذهاب اليها ومعاودتها أمراً حتمياً يروح ويغدو فيه كافة أبناء اليمن مع اختلاف الوانهم ومشاربهم, تتساوى فيه الحقوق إلى جانب الحريات ويكرس الجميع الكم الهائل من الجهد لبناء الدولة المدنية المسلمة الحديثة التي قتل من أجلها الشباب في ساحات الحرية وميادين التغيير, فالقضايا التسع المدرجة في جدول أعمال مؤتمر الحوار ليس من المعقول أن تعود كما يراد منها في الفترة المحددة بستة أشهر, ولو أننا افترضنا نجاحاً في ذلك جدلاً لكنا بحاجة ماسة إلى متابعة السير في طريق استكمال ما بدأنا به ولفترة حتى يتماشى الوضع مع الاستقرار والأمن والأمان والسعي وراء تلبية متطلبات وحاجيات المواطن اليمن الذي على أساسه يوضع الحاكم ويعين وما نطلبه من الفرقاء جميعهم هو النظر إلى المواطن الضعيف الذي يحتاج فعلاً إلى المساعدة من أجل البقاء, أما مساعدة رجال الأعمال في تسهيل معاملاتهم والاستيراد والتصدير ومحاولة التقرب منهم فلا حاجة له إذا لم يكن فيه مصلحة للفقراء الذين يبيتون وبطونهم خاوية.. يجب أن ينظر بعين كبيرة إلى هذه الفئة والتي يجب أن يكون خلافنا على من سيستطيع أن يلبي احتياجات هذه الفئة, لا أن نستورد لهم السلاح ليكونوا في ميزان الأنباء والوكالات والمحطات أنهم قتلى حرب, فالشعب اليمني لم يعط سياسيه المسؤولية الكاملة إلا لحمايته والدفاع عنه والتحضير لما قد يصيبه ومساعدته على كافة أحواله, هذا ونحن نقف على موقع استراتيجي هام وهام جداً بمعنى الكلمة للمجتمع بأكمله, فلماذا لم نستغل أشياء كهذا لنخفف العبء الثقيل على كاهل المواطن اليمني؟..
وإلى جانب ذلك تبقى قضية هيكلة الجيش وقواته المسلحة أمراً أشد تعقيداً لضمان الاستمرارية في المهام المناطة إليه، بحيث يكون جيشاً قوياً متماسكاً لا يخضع لسلطة ولا لعائلة, بل يخضع لحماية الوطن وكبح جماح التمرد من أي طرف كان وإعطاء الحرية لكافة شرائح المجتمع عقدياً وسياسياً وغير ذلك مما لا يدع مجالاً للشك في مهامه، بحيث يمس حياة الشخص اليمني بعيداً عن التمييز والاستغلال من أي طرف على حساب أطراف أخرى, نعيش إخوة تحت مظلة وطن واحد, يجمعنا الخلاف المذهبي والرؤى السياسية والتنوع الحزبي والبعد المناطقي.. والسلام.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد