الحراك الجماهيري في البلدان العربية التي شهدت وتشهد انتفاضات ضد الطغاة والفاسدين يستند إلى تجربة مرة ومريرة مع أنظمة عربية طاغية؛ إذ لم يأت من فراغ انه مبرر.. لهذا السبب كانت هنالك أسباب كثيرة ووجيهة لحراك الشعوب وانتفاضتها ضد الطغاة بهدف إسقاطهم وفرض التغيير المنشود.
مصداقية مشاعرها وعدالة مطالبها المشروعة أمر قائم وواضح كالشمس ويقف وراء اندفاع الجماهير, لكن المشكلة تكمن في غياب البرنامج الثوري واستراتيجية تقود الثورات بدرجات ومراحل حتى بلوغ مرحلة الثمر وقطفه والتي تعني إسقاط النظام الحاكم وإحلال نظام جديد يختاره وينتخبه الشعب الثائر الذي قدم التضحيات من أجل بلوغ أهدافه وتحقيق مطالبه.
الحديث يدور عن برامج ومراحل وأهداف وقيادة وطنية تقود الثورات وهذا للأسف لم يحدث منذ انطلاق الحراك الشعبي العربي وحتى يومنا هذا- بحسب الكاتب العربي د. شكري الهزَّيل.
ولعل جميع البلدان العربية التي جرت أو تجري فيها انتفاضة أو حراكاً شعبياً ضد الأنظمة الحاكمة والذي جرى هو تضليل إعلامي وسياسي لمجرى الأحداث حتى تأخذ مجرى آخر وتصل إلى نتائج أخرى تقطف ثمارها العَّجر ونتائجها المهجَّنة القوى الرجعية والحركات والأحزاب الانتهازية في العالم العربي.
هنالك صراع أيديولوجي وسياسي بين الحركات والقوى التي تحارب الأنظمة, هذا بدى واضحاً في كل الثورات التحررية في الربيع العربي وهو ما أفرز عدم الاتفاق عن الاصطفاف المرحلي وصياغة استراتيجية لإسقاط النظام وإحلال بديل أفضل يحقق كل أهداف الثورة دون نقصان.
من المفروض أن تفرض المعركة التحررية من الأنظمة الدكتاتورية وحدة صف جميع القوى والتيارات الوطنية في اتجاه إسقاط النظام وتحرير الوطن من هذا النظام ومشتقاته وحلفاءه ومن المفروض أن يشكل إسقاط النظام وطرح البديل جوهر العلاقة المرحلية والاستراتيجية بين أطراف المعارضة التحررية.
إيمان سهيل
هل جنت الشعوب الثمر؟! 1501