في ظل ما تشهده البلاد من غيوم سوداء وغبار حزبي وسياسي يكتّم الصدور ويزكّم الأنوف يظل الإعلام في اليمن هو المسؤول الأول عما يبثه للجمهور، بحيث أنه أصبح اليوم بوابة مفتوحه لكل من هب ودب فتجد من خلاله المتكسبين ربما لمصالح لا تعالج قضايا الوطن بل تجيد التحريض بدرجة الامتياز تجاه أحزاب سياسيه أو أطراف معينه بذاتها.
فمن حق الإعلامي أو المحلل السياسي تفسير ما يريده في المعقول والمقبول وله الحق في التعبير في إطار القيم والأخلاق والمثل العليا السامية والبحث عن الحقيقة أينما وجدت بعيداً عن تلك الضغائن والملابسات المشبوهة والأنباء الغير مؤكده وإلصاق التهم بشخصيات كبيره وشامخه بحجم الوطن.
فالحقيقة الخالصة والهادفة عندما تكون مكتملة تذهب إلى تعميق وتزايد المحبة والتفاعل الخيري والبشرى بالأمل في مجتمع ملئ بالنكبات والتشوهات الكيدية..
فليكن صـوت الضمير الحق هو الصوت الأعلى في الإعلام المرئي والمسموع والمطبوع ورقياً فهو من أساسيات المسؤولية التي ترتبط بالمصداقية بعيداً عن التحريف والتشويه والتظليل الممنهج..
فإعلامنا لم يرتق إلى المستوى المطلوب الذي ينتظره الجميع بل ما يزال يتمحور في دائرة ضيقه ومحكمه ومع تزايد البث الإذاعي يبقى السؤال يطرح نفسه ما بين تارة وأخرى متى سيكون الوطن هو المحور الأساسي للإعلام بعيداً عن المكايدات الحزبية دون انقسام بين قنوات مرئيه لا تخدم غير مصالـحها الشخصية..
فبوابة الإعلام قد انفتحت بشكل كبير وفق انفتاح لم يتركز على الثوابت المهنية التي لا يستطيع من يتجاوزها إلا من كان قادراً على تحمل المسؤولية الكاملة تجاه وطن عظيم وشعب واعي يدرك كبد الحقيقة..
خليف بجاش الخليدي
الوطن ومسؤولية الإعلام المفقودة 1266