إن القرآن الكريم وضع معاير للتفاضل مكتسبة بالأسباب الفردية والجماعية وليست وراثية، وهدف هذه المعايير أن تدار الحياة على ضوئها ولتمنع الظلمة والمستبدين والكهنوتيين أن يضعوا معايير التفاضل لاستعباد الناس باسم السلالة المنوية أو القبيلة وغيرها..
ومن هذه المعايير أذكر بأربعة منها :ـ
المعيار الأول: (اكتساب العلم والفهم) وهذا المعيار مقدم على كل المعايير وقد وضعت له الدرجات العلمية للعلوم المختلفة لضبطه.. وحتى لا يدعيه أي إنسان مثلاً وضعوا مسميات، ثانوية، ليسانس، ماجستير، دكتوراة، وغيرها من الدرجات، فالعلم أساس التفاضل في معظم الوظائف القيادية المختلفة وهو أساس التفاضل بين الناس وهذا ما أخبرنا الله به.. ففي الآية (9) من سورة الزمر (هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولو الألباب) وفي الآية (11) المجادلة (يرفع الله الذين أمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات والله بما تعملون خبير ) وفي الآية (246) البقرة (أن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم) وفي الآية ( 55) يوسف (قال أجعلني على خزائن الأرض أني حفيظ عليم).
المعيار الثاني (سلامة السلوك الشخص), أي وجود الإخلاص, والوازع الديني (التقوى) النزاهة، قال تعالى ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم) وفي آخر سورة المدثر (وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ).
المعيار الثالث (التخصص والخبرة في أي فن من فنون العلم والمهن )،ففي الآية (14) فاطر( إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ).
المعيار الرابع (القوة والأمانة ) ففي الآية (26)القصص (قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ.
محمد سيف عبدالله العدينى
السير وفق المعاير العلمية والسلوكية والمهنية أساس النجاح 1348