إنه من الواجبات الضرورية على كل النخب المثقفة المختلفة في هذه المرحلة, التوعية، ونشر الوعي المعرفي بأهمية إنجاح الحوار الوطني، والارتقاء بالثقافة السياسية، وهذا يتطلب من الجميع مراجعة أساليب التعبئة السياسية الخاطئة التي مورست في الفترة الماضية، والبعد عن الإثارة والتعصب الأعمى الذي ألحق الضرر بالحياة السياسية والاجتماعية، وعمل على التفرقة بين الأسر والأحزاب، وخلق الفرقة والشتات وعزز النزعة الانفرادية وأحدث شرخاً عميقاً في حياة المجتمع.
ومن متطلبات المرحلة الالتزام بمنهج الحوار مصحوباً بمكارم الأخلاق وعدم الخوض في التجريح، والانطلاق صوب المشكلة الحقيقية التي يُعاني منها المجتمع اليمني وهي بناء الدولة، والتفكير العميق بموضوعية في كيفية الحلول، والتخلص من التمترس خلف الأوهام، والإصرار على امتلاك الحقيقة والادعاء بالوصاية على الناس، فإنها من الأمور التي لا تخدم الوحدة الوطنية، بل تزيد الفجوة وتثير الخلافات، ولا يلجأ لهذا الأسلوب التمترسي إلا من يعاني من الفشل الدائم في حياته، ولا يرى نفسه إلا في الأزمات والفتن..
وهذا يوجب على كل القوى السياسية تكثيف الحوار والاستماع لكافة الآراء الموضوعية والمنصفة، وعدم السماح لمن يحاول تجاوز آداب الحوار أو يقفز على مكارم الأخلاق, لأن زيادة التجاوزات على مكارم الأخلاق وعدم الشعور بالمسئولية تجاه التفكير بالحفاظ على الدين والأرض والإنسان يؤدي إلى الخوف والتوجس من التغيير وتحقيق التغيير المنشود الذي نأمله جميعاً للحفاظ على مستقبل الأجيال.
نصيحة للأحباب: لنتخلص من ضعفنا في الثقافة العامة عموماً والشرعية خصوصاً, لنحاول أن نقرأ قراءة متنوعة ونتعمق ذاتياً، لأن معظمنا ما عنده ثقافة ناتجة عن قراءة ذاتية أو علم شرعي معمق وفي الغالب كلها (لقاط شوية) من هذا الشريط وحبة من هذه المطوية ولفحة من تلك المُحاضرة.. الله يعيننا ويفقهنا في أمور الدنيا والدين.
محمد سيف عبدالله العدينى
نجاح الحوار الوطني مسؤولية الجميع 1287