يبدو أن مسلسل سقوط الطائرات العسكرية ما يزال متواصلاً ومن لم تسقط بخلل فني ستسقط بفعل فاعل وقد كنا نظن أن وزارة الدفاع ستتعلم من الحوادث السابقة في القيام بعمل صيانة حقيقية لهذه الطائرات السوخواي والتي تتساقط بين فترة وأخرى مخلفة قتلى وجرحى وأضراراً بالمنازل ومخاوف وتساؤلات وغموض وألغاز وكما علمت من أحد الطيارين فهذه الطائرات "السوخواي" لم تخضع لصيانة منذ الثمانينات وقد تم شراؤها بدون ضمانات صيانة وإصلاح كما هو العادة في مثل هذه الطائرات..
هذه المرة بحسب بيان وزارة الدفاع سقطت الطائرة العسكرية من نوع السوخواي 22 وهي في جاهزية كاملة في منطقة دار سلم وكما أفاد شهود العيان انفجرت الطائرة وسقطت في شارع ترابي ودون سقوط ضحايا من المواطنين عدا إصابة امرأة بجروح خفيفة وحدوث أضرار بسيطة في المنازل المجاورة لسقوط حطام الطائرة.
وأدى الحادث إلى استشهاد الطيار النقيب/ هاني الأغبري.. وكعادة وزارة الدفاع قدمت التعازي لأسرة الشهيد الطيار وأمرت بتشكيل لجنة فنية للتحقيق في أسباب الحادث ووعدت بأنها ستعلن النتائج حال وصول اللجنة لمعرفة الأسباب الحقيقية لسقوطها.
هذه المرة سقطت الطائرة بفعل فاعل وبإطلاق نار كما توضح الصور المنشورة في عدد من المواقع الإخبارية وكما صرح الناطق باسم القوات الجوية، لكن كيف سنتوصل لهذا الفاعل وقد ضاع الصندوق الأسود الذي يحتوي على كل المعلومات المهمة وفيه التفاصيل حتى اللحظة الأخيرة ؟!!
هناك جهة ما تستهدف الجيش اليمني وقد بدأت من سلاح الجو وفي الوقت نفسه يجب أن نؤكد على أن السلطة شريكة لهذه الجهة بإهمالها وتقصيرها ويبدو أننا البلد الوحيد في العالم الذي تسقط فيه كل هذه الطائرات العسكرية ولا يتم فتح تحقيق نزيه وشفاف وإحالة المسئولين للمحاكمة ومعاقبة المسئولين ومحاسبة المقصرين ولو كنا في بلد فيه دولة ويحترم المسئولين أنفسهم لرأيناهم في قاعات المحاكم أو خلف قضبان السجون أو لقدموا استقالاتهم ووضحوا للرأي العام حقيقة ما يحدث.
في 19 فبراير سقطت أيضاً طائرة من نوع سوخواي في العاصمة صنعاء وفي جولة القادسية بالدائري وحصدت أرواح 12 شخصاً وحوالي 20 جريحاً وهذه ليست المرة الأولى التي تسقط فيها طائرة عسكرية في صنعاء، وقبل أسابيع من سقوط تلك الطائرة في جولة القادسية طائرة عسكرية في الحصبة، لكن قائدها الخواجة ـ رحمه الله ـ حرص على أن تسقط في سوق خالِ حتى لا تتسبب بضحايا من الناس وما كل مرة يسلم المواطنون، فهذه المرة سقطت الطائرة بمن فيها فوق البيوت وفوق الناس ولا حول ولا قوة إلا بالله وقد سقطت قبلها طائرات عسكرية في أماكن متفرقة، فهذا مسلسل مستمر منذ أيام محمد صالح الأحمر..
وهنا نكرر دعوتنا للحكومة وللسلطة عموماً لعمل صيانة عاجلة لبقية الطائرات العسكرية والتي يبدو أنها لم تخضع لعملية صيانة حقيقية منذ سنوات وللأسف كما لم تقم الجهات المعنية ومنذ سقوط الطائرة السابقة في الحصبة بعمل صيانة لما تبقى من هذه الطائرات.!!
الآن اكتشفنا مدى الإهمال الذي كان في هذا الإقطاع خلال فترة إدارة محمد صالح الأحمر، لكن بقاء هذا الحال بعد رحيله كارثة ويجب أن لا تمر دون محاكمة وعليه ندعو لأن يحال المسئولون عن هذا القطاع للمحاكمة، فأرواح الجنود والمواطنين ليست لعبة وكفى إهمالاً وتراخياً..
وحتى لا تتحول هذه الطائرات العسكرية لأداة للموت والدمار أدعو الحكومة للقيام بإجراء تحقيق نزيه وشفاف بالحادث وكشف ملابساته ونشر النتائج للرأي العام ومعاقبة المقصرين والمسئولين، كما يجب على الجهات المعنية القيام بحملة صيانة عاجلة لهذه الطائرات العسكرية حفاظاً على الأرواح المواطنين وصيانةً للممتلكات العسكرية للجيش اليمني والتي صارت تتحطم على صخرة الإهمال واللامبالاة وتحصد معها أرواح المواطنين وتدمر منازلهم.!!
محمد مصطفى العمراني
أما لمسلسل سقوط الطائرات العسكرية من آخر ؟!! 1710