كنـّا نعتقد أن مسلسل الوقاحة الذي ظل يكدر علينا عيشتنا لأكثر من ثلاثين عاماً قد انتهى عرضه بثورة 11نوفمبر20011م..وأننا على موعد مع مسلسل جديد جميل وشائق اسمه الحــيـــاء.. فإذا بنا نفاجأ أن مسلسل الوقاحة مازال مستمراً وبدعاية ترويجية (وتستمر الوقاحة)..هذا هو ما يوحي به أداء الحكومة في أغلب وزاراتها – إن لم يكن جميعها - أكثر من عامين على الثورة.. وأكثر من عام على تشكيل حكومة الوفاق أو بالأصح الإخفاق.. أثناء هذه الفترة وما قبلها والاعتداءات على خطوط نقل الكهرباء وأنابيب النفط في تصاعد مستمر وبكل همجية، ورغم هذا يجتمع مجلس الوزراء – قبل شهر أو أكثر قليلاً - ليؤكد أن هذه الاعتداءات جرائم جنائية ويتحدّث عن ضرورة وضع خطة عسكرية أمنية لحماية تلك المنشآت وكأن الاعتداء على أنابيب النفط وخطوط الكهرباء وليدة هذه الأيام ورغم هذا– إلى اليوم - لم يجدّ جديد فكما ترون قد زادت حدة الاعتداءات التخريبية.. وكلما صرّحت الحكومة أنها ستتخذ إجراءات رادعة وستضرب بيد من حليب "مدري من حديد" يكون الجواب من قبل كلفوت ومن هاوده بالفعل لا بالقول....
وأنا أقول:
( في دولة لا نرى في وجهها خجلاً
لـلبلطجي بها أن يغتدي بطلاً)
(وزير التربية وإعاقـة الخميس)
(رحّبي ياجنازة لفوق الأموات) هذا هو لسان حالنا ونحن نسمع قرار وزير التربية الأشول – وكان وجهه متهلـّلاً - باعتبار يوم الخميس من كل أسبوع إجازة للمدرسين.. ففي الوقت الذي كنـّا ننتظر من الوزير إعلان برنامجه أو خطته في انتشال التعليم من الحالة المزرية والموبوءة التي يعيشها.. حالة الإعاقة القصوى التي هو عليها التعليم في بلادنا.. إذا به يزيده إعاقة فوق إعاقاته باقتطاع ساعات إضافية من الوقت المحدد لتحصيل الطلاب.. فإذا كان الوقت الفعلي للدراسة – في بلادنا لا يتجاوز العشر ساعات في الأسبوع طبعاً هذا باقتطاع أوقات تأخر الدراسة أول العام وتأخر الطلاب و المدرسين وضياع الساعات في مالا جدوى منه ولا يمت بصلة لمواضيع الكتاب ومستوى المدرسين والطلاب وأيضاً الغيابات.. وتأخر الكتاب المدرسي...و...و...الخ – فكيف نزيد الطين بلة بهكذا قرارات عشوائية غير مدروسة دراسة تتعامل مع الواقع لا مع أوهامهم
طبعاً أنا هنا لست ضدّ إجازة الخميس لذاتها.. لكن ضد التفكير بها والقفز إليها متجاوزاً كل السلبيات التي في وزارته والانحرافات والحالة المزرية جداً والوضع المأساوي الذي هو عليه التعليم في بلادنا.. بدلاً من إعلان حالة الطوارئ وتكثيف الجهود وحشد الدعم من كل الجهات الحكومية.. ووضع البرامج والخطط لمحاولة استعادة عافية هذا المريض الذي بمرضه تنهار الدول وبعافيته تقوم وتبنى وترتقي الأمم..
**تأكيد
تأكيداً لما طرحتُ في الفقرة السابقة.. فقد رجع ولدي من مدرسته يوم الأربعاء الماضي مبكراً تقريباً الحادية عشرة صباحاً.. لماذا يا أحمد؟ قال : اليوم أربعاء، ندرس خمس حصص وليس ستاً لأنها أصبحت بدلاً عن يوم الخميس.. قلت في نفسي هذه أول النتائج السلبية لهذا القرار العشوائي وقلت أيضاً (عليك به يا أشول.. لا تتركه حتى يلفظ أنفاسه) أقصد التعليم..
شُــرفة:
زدْ طعنةً يا أشولُ
واقتله فيمن يقتلوا
أو ما ترى تعليمنا
نحو الوراء يهرولُ
آمالنا كانت.. ولكن
يبدو بأنك000
جلال الحزمي
حكومة الإخفاق 1603