نعم تبا لها من سياسة تلك التي فرقت أواصر القربى فيما بيننا كشعب واحد جمعتنا الأرض والحدود والسماء ومشاعر الإخاء والنسب.. وتبا لها من سياسة تلك التي مزقت شملنا وجعلت دم اليمني على اليمني حلال واستباحت تلك الدماء بدم بارد من أجل أغراض سياسية رخيصة لا تصل أبدا لحرمة الدماء ولمستوى أن تُستحل من أجلها.. تبا لها من سياسة قتلت فينا كل إنسانية كنا لما قبل زمن قريب نحن أساسها واغتالت فينا كل عقل وضمير وحكمة كنانا بها المولى عز وجل لكنها الآن تلاشت وانتهت.
تبا لسياسة قتلت الألفة فيما بيننا وصار الأخ ينفر من أخيه بسبب حزب يخالفه في الرأي وأب يعادي ابنه لأنه لا يتوافق مع رأي طائفته وأسرة تتفكك من اجل فلان وعلان وفلتات.. وتبا لها من سياسة جعلت الدماء اليمنية تنهمر وتسفك في كل واد وطريق وعلى سفوح الجبال والأودية بسبب سياسة فرقت شملهم وأدخلتهم معترك مقيت خسروا فيه أرواحهم وسالت دمائهم في كل بقاع ارض اليمن... وتبا لها من سياسة جعلت اليمني يخطف أخاه اليمني ويغتاله ويمثل بجسده دونما أي ضمير. وتبا لسياسة جعلت اليمني يتربص بأخيه ويقتله من اجل أن يرضي ولي نعمته وتبا لها من سياسة جعلت اليمني يكذب ويزور ويخطف ويغتصب ويقتل ويغتال وينهب ويحقد ويكره ويتآمر ويمثل كل إشكال الدناءة والرخص على أخيه اليمني ومن اجل سياسة وساسة حولوا الوطن إلى وكر من الفتن والدماء المراقة وإلى خن لعصابات ترتدي ضحكات التماسيح وكل ذلك من اجل أمزجتهم وعنادهم السياسي وليذهب اليمني البسيط أدراج السعير..
إنما اعتقد أن اليمني البسيط أيضا يتحمل الكثير من المسؤولية بتصديقه لهم وتنفيذه لهم وإتباعه لهم وكأنه مسحور أو مخدر أو مربوط على عقله من التفكير..
وتبا لها من سياسة وسعت ومهدت الطريق للكراهية أن تشق طريقها بين صفوف أبناء الأرض الواحدة وحولت الصحف والقنوات الفضائية إلى صراعات ومهاترات وسباب وقذف وقذع.. وتبا لها من سياسة التي دمرت خطوط الكهرباء وقطعت الماء وحرمتنا كسرة خبز تلملم جوع أرواحنا.. وتبا لها من سياسة من أهانت اليمني خارج بلده وجعلته ذليلا يرتجي رحمة من هم اقل منه شرفا وكرامة ونسبا وجعلته مهانا وهو عزيز مكرماً...تباً لها من سياسة من جعلت اليمني غريبا ومهانا في بلده أيضاً.. وتبا لهم من ساسة استباحوا هذه الدماء وباعوها يثمن بخس وتبا له من بغض وحقد أباح سوداوية الأفعال وتبا لهم من بشر أولئك الذين تناسوا أن كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه.. وتبت يداكِ وتبت أفعالكِ أيتها السياسة الماجنة..
سمية الفقيه
تباً لسياسة جعلت.. دم اليمني على اليمني حلال. 1818