رغم أني أعتبر أن أسوأ ما في الحكم هي المركزية وسيطرة المركز واعتقد أن السعي لإزالة سلطة المركز وتحقيق صلاحية محلية كاملة في الحكم هدف نبيل وغاية سامية, إلا أن واقع التأثر بثقافة عقود بل قرون وممارسة عملية للمركزية كذلك يجعلنا في وقتنا الحاضر مأسورين للمركز سواء الرسمي أو الحزبي ولو على اعتبار حالة القصور الذاتي الفزيائية التي تحصل حال التحول والانتقال من واقع الى آخر.
والمتأمل فيما يجري في تعز وما وصلت إليه من وضع لا يسر وفي ظل نداءات للعقلاء وقادات الرأي وأصحاب التأثير أن يسارعوا لإنقاذ المحافظة, ولما لمسته وأعلمه من خلال ممارستي وتعاملي مع كافة الأطراف ولا سيما من خلال زيارة المركز في صنعاء قبل أيام وصلت إلى قناعة مؤكدة أن وضع تعز أصبح يتطلب عملاً إسعافياً سريعاً للإنقاذ وفي مشفى مركزي للأسف.
وحيث أن تصوير الخلاف في تعز من كل جهة بصورة وبغض النظر عن صحة تصور دون أخرى إلا أن المجمع عليه أن الوضع سيء وأن واجباً على كل الأطراف يجب أن تأديته لإنقاذ الموقف.
 وحقيقة مرة أقولها إن المتعاشين في تعز أو هكذا نسيمهم من العائشين فيها وليس المتعايشين قد فقدوا السيطرة وأحاطت بهم الحيرة فلم يعودوا قادرين على الحل والتأثير دون تدخل إسعافي من المركز على استياء من تدخلاته, لكن ما في اليد من حيلة.
وعلى هذا الأساس ووفقاً لما سبق من ذكر أثر الماضي وثقافته المركزية, فإن المسؤولية تقع على المركز رسمياً وحزبياً , ومن هنا نقول إن رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة يجب عليهما التدخل السريع وعمل الحل المناسب وإلزام الاطراف بما يجب لإعادة تعز الى ما يجب أن تكون عليه, حيث والمحافظة تعيش تدهوراً ملحوظاً وخلافات بيّنة تحتاج قراراً حاسماً لو توفرت الإرادة الصادقة .
وعجبا في ظل وضع كهذا تبقى المحافظة اكثر من شهر دون محافظ حيث غدا محافظها بمثابة سفير اكثر من كونه محافظا, فقرابة نصف أيام توليه مسافرا, اضافة الى صدور قرارات أثارت خلافات ولم يستكمل صدورها بالصورة الصحيحة كقرار مدير مكتب التربية وقرارا جمهوريا بتغيير وكلاء المحافظة والجامعة.
 وهذا يثير تساؤلاً منطقياً مفاده, هل المركز الرسمي يريد استمرار هذا الوضع ولماذا؟!
ومن جهة أخرى فلنا تساؤلات حول موقف المركز الحزبي للمشترك من الوضع القائم ؟؟ وهل من المعقول أن كل ما يجري في تعز لا يعنيهم ؟! وهل هم عاجزون عن عمل شيء؟؟ ثم ألا تستحق تعز الثورة والكثافة السكانية والمشروع المدني اهتمامهم ؟؟.
إن المسؤولية بحكم ما سبق من تأثير المركز تتحدد بوضوح على رئيس الجمهورية والحكومة وقيادة المشترك, وإن التاريخ سيسجل هذا التخاذل والخذلان من أي طرف أو جهة, ولن يكون أبناء تعز سلطة واحزاب بمنأى من المسؤولية.
فالكل يتحدث عن ضرورة التغيير وهو جوهر القضية ويختلفون في ألية إجراءه, والإجراءات والتي حال الاختلاف فيها يتحتم الحسم بقرارات وفقاً للسلطة والمسؤولية, وهو الأمر الذي يؤكد صوابية ما ذهبنا إليه في أن المسؤولية عما يجري في تعز يتحملها المركز الرسمي, إذ بيده القرار والمركز الحزبي كشريك سلطة كل بحسب ما يمكنه فعله.
فإلى عقلاء تعز: نادوا الأسماء بمسمياتها وضعوا الأمور في نصابها واعرفوا ماذا يُراد لكم من وراء ما يجري؟..
- ملحوظة في فترة (3/4/2012م – 6/4/2012م) زار وفد عن مكونات تعز الثورية والسياسية والاجتماعية والثقافية صنعاء والتقى الرئيس والحكومة وأمناء أحزاب المشترك ولخص مطالب تعز العاجلة بسبعة عشر نقطة, والكل أكد صوابتها و ضرورة تنفيذها ووعد بالعمل والتنفيذ إلا أنه لم يتم تنفيذ سوى أجزاء من نقاط ثلاثة فقط وبصورة مشوهة.