من الواضح أن العالم العربي يعيش زحمةً خانقة من الأفكار والشعارات بما يتعلق بالأحداث الجارية, فيما الربيع العربي الذي لم يثمر حتى الآن بما تطلع إليه الجماهير العربية منذ زمن بعيد وهو إسقاط الأنظمة الحاكمة واستبدالها بأنظمة ديمقراطية تلبي طلبات وطموحات الشعوب..
ولعل ظهور ووجود الميليشيات والأيديولوجيات المختلفة في الثورات العربية صعَّب مهمة بناء الدولة الديموقراطية العادلة حتى بعد سقوط النظام وهذا ما يضع في الواجهة قضية التزام الميليشيات المختلفة بالقضايا الوطنية ومطالب الشعوب العربية وقدرتها على الإيفاء بحقوق المجتمع والشعب ككل بكل مركباته وأطيافه وطوائفه وأديانه في مرحلة ما بعد إسقاط النظام وبناء الدولة العادلة الدولة المدنية الحديثة..
من ينظر لليمن يجد أن الحوثي استغل ثورة الشعب المقهور ليصبح هو والحراك الجنوبي المستفيدين مبكراً من هذه ثورة شعب سقط خلالها آلاف الشهداء والجرحى والمعاقين.
ولابد أن نشير هنا إلى أن ما يشهده العالم العربي هو معضلة حقيقية تتجلى في فبركة الثورات وتضليل الشعوب التواقة للحرية والانعتاق من الدكتاتورية والتبعية من خلال عملية إسقاط نظام واستبداله بنظام اكثر تبعيه وانبطاح .. وأنه من المفروض أن تكون الشعوب حاضنة الثورة وهذا ما يعني غياب التلاحم والتلازم بين النضال الشعبي الوطني والنضال الاجتماعي في إطار معركة التحرر من النظام والتبعية في آن واحد..
كان وما يزال لا بد من الأخذ بالحسبان كل المعطيات السياسية والأيديولوجية والفكرية والوطنية لكل الحركات الموجودة على الأرض وتحليل أهدافها وقياس قوة تأثيرها في حركة التحرر من النظام وفرض التغيير في هذا البلد العربي أو ذاك ومن ثم رؤية وجهة هذه الحركات وأهدافها, بمعنى أهمية تحديد مدى انسجام هذه المعارضات مع المطالب الجماهيرية ليس في مرحلة إسقاط النظام فقط لا بل بعد هذه المرحلة وشكل النظام والدولة من الناحية السياسية والأيديولوجية والجغرافية..
إيمان سهيل
الأيديولوجيات المتباينة أعاقت دولة العدالة 1345