شاب نشأ في عبادة الله وخدمة الوطن كان في العقد الثالث من عمره يتمتع بذكاء خارق وخلق كريم, حَظِيَ باحترام أقرانه وحُبّ زملائه وتقدير جيرانه وأبناء قريته وعمومته التحق بكلية الطيران والدفاع الجوي وحافظ على المركز الأول في كل عام دراسي, هو احد خريجي الدفعة (19) طيران ودفاع جوي, أول دفعة طيارين باليمن ونعت استشهاده وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة وقيادة الدفاع الجوي..
ذلكم هو الشهيد النقيب طيار هاني علي عبادي الأغبري من مواليد قرية جرانع- مديرية ماوية-محافظة تعز تخرج من الكلية عام 2002م وفور ذلك أصبح طياراً يطير بالطائرة السخواي (22) منذ تخرجه له زوجة وثلاثة أولاد ذكور أكبرهم ابن 7سنوات تحدث لأصدقائه قبل استشهاده قائلاً:( تلقيت أوامر عسكرية من المرؤوسين إبان الثورة الشبابية الشعبية السلمية 2011م في عهد الرئيس السابق بان أقوم بضرب ساحة التغير والحرية في العاصمة صنعاء فرفضت قائلا لهم لا استطيع ضرب زملائي الشباب وآبائي وإخواني وأخواتي الأحرار فهم أصحاب مطالب وحقوق).
ثم أضاف:( وكنت أفكر في حالة الإصرار عليَّ أن اهرب بالطيارة إلى دول الجوار وبالأخص قطر كلاجئ سياسي فيها لاسيما وأنها تدعم الثورة الشبابية).
وقد حدثنا احد أقاربه انه كان يحفظ القران الكريم ويحافظ على الصلوات الخمس ويصوم الاثنين والخميس فقد أصبح يوم الاثنين 13/5/2013م صائماً وكعادته تحرك في جولة تدريبية اعتيادية على طائرته فوق مأرب وخولان وتعرضت الطائرة لطلق ناري من يد آثمة غادرة أعطبت الطائرة وقتلت الطيار بعد أن عمل على إسقاطها في مكان خالٍ من السكان في شارع الخمسين جنوب العاصمة صنعاء.. ولم تكن هذه هي الطائرة الأولى التي تسقط, بل تُعَد ثالث طائرة عسكرية تحطم في العاصمة خلال عام واحد وقد كثُرتْ في الأيام الأخيرة حوادث سقوط الطائرات العسكرية وثمنها يهز الاقتصاد القومي اليمني, هذا فضلاً عن فقدان الطيارين من أبناء الوطن والتربة اليمنية ولم يمض سوى أيام وأسابيع على قتل (3 ) طيارين في بوابة معسكر العند من قبل أيادٍ خائنة مجرمة..
ولعلى ما حدث ويحدث راجع إلى تصفية حسابات يقوم بها العملاء من أزلام الرئيس السابق, فموقف الأغبري الشجاع أثناء الثورة ورفضه قتل الشباب جعل أولئك الحاقدين يتربصون به الدوائر حتى قضوا عليه, لكنه لم يمت بل ما يزال حياً, قال تعالى (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ), فنهاية الظالمين قريبة لان أذاهم قد كَثُرَ وزاد فمن عصابة قطع الطرق إلى الاعتداء على أبراج الكهرباء وتفجير أنابيب النفط إلى الاغتيالات إلى إسقاط الطائرات وهلم جراً من هذه الجرائم والفتن والاعتداءات المتواصلة.. ولكن الله غالب على أمره وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
أحمد محمد نعمان
طار الأغبري ولم يعد 1494