كثيراً من الديكتاتورية ستنقذ اليمن! بعد أن فقدت الدولة هيبتها من تحت رأس مبدأ " حرية التعبير " التي تحولت وبقدرة شيطان رجيم إلى وسيلة للتقطع وتنغيص حياة الناس وإشباع لرغبات كل شيطان
الثورة الشبابية التي تآمر عليها الكثير أفرزت منظومة من المشوهين أخلاقيا ومكنتهم بسبب ثقافة العنف بالصعود إلى مرتبة الصفوة.
يؤسفني أيضاً استخدام لفض " الصفوة " لكنها حقيقة تتجلى في أحياءنا, ونرى بأم أعيننا بلاطجة الأمس والمنبوذون أصبحوا اليوم من يتحكمون بكل صغيرة وكبيرة وترجع لهم الأمور كلها " ممهورة بعذب الكلام وحسن المجاملات ".
أجدني أسخر مني عندما أحاول عبثاً أن أرسم ما أراه بحروف لا تعرف سوى المحبة والسلام, ولست بأهل لأن أتحدث بلغة " بذيئة " هي الأقرب للتعبير والأسهل لإيصال واقعنا. " وكلي وأنتم دهشة بوطن ما زال مستوعب لنا بحماقاتنا المركبة وإصرارنا الشيطاني على العبث بكل شيء جميل.
*** *** ***
لمن الحكم اليوم! لمن السيطرة وما أبرز تصنيفاتنا!
الغلبة اليوم للصعاليك والمقرمطين ومعدومي الأخلاق, ولكل "مبندق " يتجول بحرية ويستقبل " التحايا والابتسامات " من أنفسنا المنكسرة والمنهزمة ".
لدينا حاكم " يضعون أمامه الف عثرة ويمزقون كل شيء "كمحاولات مستميتة لإثبات فشله وتتحول أمنيات الشعب حسرة منبعها " يا ريتنا ما قمنا بثورة!"
نود جميعنا أن تعود هيبة الدولة, والتي لا أتوقع عودتها سوى بمزيد من الديكتاتورية " اللازمة مؤقتا " كي يعي كل " مخرب " إن لنا كرامة وان الوطن يجب أن ينعم بالأمان.
الحرية التي وهبت للجميع خلال الثورة تم فهمها بأبشع صورة, ليتم تمزيق الوطن تحت ذريعة الحرية.. صار بإمكانك قطع الطريق, حمل السلاح, إرهاب الجميع, القفز فوق القانون الغائب,... ووو تحت مسمى الحرية أو " والا لموه عاد قمنا بثورة!"
يصرون على إغراق هذا الوطن بأنهار الدماء, ونصر على المشيء ناكسي الرؤوس! وفي قادم الأيام سنكمل مشروع توريث المذلة والانهزام على أكمل وجه لأجيال قادمة..
*** *** ***
فيما الشارع أغلق بعربية القتيل السامعي , غابت الشرطة والأمن , وحل الرعب في قلب كل طالب رزق في وطن يصرون على قتلنا فيه.. ما أكثر عيون الموت في وطني!!
هي المرة الأولى التي أرى فيها مشهد قتل!
قتل " صاحب البسطة " السامعي, إشباع لرغبة بلطجي..
حضر البلطجي " الذي يأخذ جباية من كل العاملين في سوق قات المعلاء توقف "بباصه " أمام السامعي -الذي يمتلك بسطة يبيع فيها " خيار " - طلب منه ال 200 ريال وان يتأخر للوراء, ثم فجأة أشهر سلاحه " وأطلق رصاصتين إلى جمجمة السامعي!! ولاذ بالفرار.. لكأني أرآه الآن يسقط أمام عيوني وذاك النهر المتدفق من الرأس!! المرة الأولى التي أشهد فيها وداع روح , وهي الأبشع مما رأيته وسأراه.. يا لله كم أصبحت أرواحنا رخيصة! و يا للبؤس الذي حل بي من تلك الساعة , يتكرر مشهد الموت والسقوط وتلك الرصاصات التي حملت " عزرائيل " لشاب أكتوى تحت أشعة الشمس باحثا عن الرزق.!
لا أدري ما مستقبل الحياة أمام هذا الانفلات؟!
من سيحمي البسطاء.. من؟
كتلة نار أنا.. ولن يخبو مشهد قتل السامعي من أمام ناظري أبداً.
إنهم يخنقون الحياة بتواطؤ الجميع , وضعف الجميع..
أحمد حمود الأثوري
الديكتاتورية هي الحل! 1828