إن الحوثيين إذا انخدعوا في مواجهة مع الجيش اليمني بين قوسين (المهيكل) فسيكون ذلك هو الباب الذي سيدخلونه ولن يستطيعوا الخروج منه, فقد ولى زمن التشظي والانقسام ورحل ولن يعُد وسيدفع الشعب اليمني من أجل ذلك أغلى ما يملك ولا فائدة من ثورة فبراير إن لم يكن هذا هو المحرك الاساسي لها والتي ستظل تحافظ عليه في حدقات عيونها..
ومن منطلق ذلك يجب أن يعي ويدرك الحوثيون ان الوضع لم يعد كما كان وان الحال تغير فلم يعد علي صالح حاضراً في دهاليز السياسة التي تتخذ القرارات وتتراجع عنها وكذلك أبنائه الذين كانوا يتواطؤون مع الحوثيين لأهداف سياسيه تبدو في شكلها الى حد ما انها دنيئة تستهدف الامن القومي اليمني ومن بعده العربي والسعودي تحديداً مع عدم الإدراك لما قد يترتب عن ذلك, فدعموا هم بمخازن السلاح وتسهيل السيطرة على بعض المناطق نكاية بالإصلاح يقدمون مصالحهم على مصالح الشعب وما يخطط له الحوثيون من معركه للسيطرة على مناطق في شمال صنعاء وتبدو عين الشمس هي بالنسبة أقرب لهم من ذلك ويسعى الحوثيون من خلال مخططاتهم لإرضاء ساداتهم وكبرائهم في قم وطهران بعد ان انزعجوا منهم عن دورهم في اليمن بسبب الوقفة الصادقة لأبناء الشعب اليمني في وجه المخطط حينما وجدوا أن عبيداً لآخرين لهم نجحوا كحسن نصرالله في جنوب لبنان ومالكي العراق وبشار سوريا, أما حوثي شمال اليمن فقد تصدى له الشعب عندما غابت الدولة مع قيامهم بجرائم يندى لها جبين الإنسانية صنعتها أيديهم في صعده وحجه وعمران والجوف, أما صنعاء وأحولها, فإنهم لن يتقدموا ولو شبراً واحداً لوجود الالغام البشرية التي ترفع شعار التوحيد يساندهم في ذلك الجيش وأجهزة الأمن, فجيش العائلة رحل ولن يعُد وجاء دور الجيش الوطني الذي يحمي الأرض والانسان لا يفرق بين مذهب أو ديانة يؤمن بوحدة التراب والعدالة في أخذ الحق للإنسان يقف في وجه خفافيش الظلام والممثلين في مسارح السياسة وتأتي محاولات الحوثيين للسيطرة على مواقع محوريه ومحدودة في صنعاء, إنما هي لمجرد إثارة التواجد الحوثي في صنعاء من عدمه وفي ذلك رقابة تامة للجيش اليمني وبعض المنظمات وهي تحت مجاهرهم التي لا تنام وهي مكشوفة للعيان ولكنها نزعات وستنتهي "بخراطيم" المياه وليس بفوهات بنادق الجيش اليمني وعلى الحوثيين أن يدركوا أن لسلاح الجو اليمني صقوراً متى ما استدعى لهم الأمر فلن يكن هناك خلل فني ولا يتوهم الحوثيون وقياداتهم أنهم قد يستطيعوا أن يصيبوا سلاح الجو بأذى وإن حاولوا في ذلك فهم اغبياء والحرب السابعة التي يخططون لها انما يريدون من خلالها ان يدفنوا أرواحهم تحت الارض وينتهون الى المقابر وذلك مقابل طلب مؤتمر الحوار تسليم سلاحهم وعليهم ان يدركوا الواقع بكل حيثياته وأبعاده, فالمرحلة أصبحت غير وان تسليمهم للسلاح هو ما سيهون عليهم المعاناة إلى أبد الآبدين..
وأقول لهم لن تنفعكم الدبلوماسية الإيرانية وخطها الآخر أي الدبلوماسية العراقية وخبرائها الطيارين ولن تستطيعوا ان تمرروا مشاريعكم عبر ثلة عفنة أحدثت شرخاً كبيراً في العراق ولن يجعل منكم أبطالاً وأوفياءً إلا العودة لوطنكم واخوانكم ممن تشاركونهم الدم بالدم, فاليمن لن يتحول الى عراق ولا سوريا ولا لبنان وسيظل اليمن كما عرفناه وهو اليمن الموحد ترابه ورجاله وسيظل رافعاً عزه ومجده ولن تستطع ايران ان تصنع في اليمن ما صنعت في دول الجوار وعن طريق الحوثيين وكما يقال إن الحليم تكفيه الإشارة وان الشعب اليمني المتخلف أصبح مثالاً يحتذى به في تطبيق الديمقراطية بوجهها الصحيح بل وان ايران التي نشرت الخراب والدمار لم تكن لتستطيع ان يكون لها موطئ قدم في اليمن بثبات الرجال الاوفياء لوطنهم والتلاحم الشعبي الذي واجه خيوط المؤامرة وما أن تفكر ايران في وضع قدم لها في اليمن, فإن مصيرها الاحتراق وسيتبع ذلك جسدها بالكامل ومن منطلق ذلك نقول للحوثيين والله ان شعارنا هو قول الله عز وجل: "يأيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة " ولكن حينما يعتدى علينا فتخيلوا الوجع عندما يصيب قوم ما: نقتل من يقتلنا ونؤذي خاصرة من يؤذينا ونحن شوكة في حلق المعتدين ورحمة على كل إنسان يحتاج منا الرحمة.. أولئك هم أهل السنة والجماعة ولا نريد سوى العيش بكرامة جميعاً جنباً إلى جنب" سلفيون وإخوان وحوثيون وزيود وشوافع بل ويهود صعده" تحت طاولة الدولة التي يجب أن ترفع شعار قول الله "ولكل وجهة هو موليها"..والسلام.
عمر أحمد عبدالله
إلى الحوثيين :الحرب السابعة لن يكن بعدها ثامنة 1788