يعتقد-خاطئاً - من يدير التخريب في اليمن أنه سيحقق رغباته المريضة في إعاقة الحوار الوطني ونسف تسوية الوفاق والعودة إلى المربع الأول الذي فقد فيه مصالحه الكثيرة وتوهمه بتسنم قيادة اليمن من جديد!! من يفكر بهذا إنما هو يجسد قمة الغباء ذلك لأنه لم يفكر بعد أن المعادلة السياسية بعد ثورة الشباب السلمية قد تغيرت لغير صالحه، فإذا كان المتآمرون على الوطن يمتلكون المال والسلاح و بعض وسائل الإيذاء والتخريب والبلطجة لكنهم لا يمتلكون السلطة كداعم قوي يعول عليه في تحقيق أي هدف، كما أنهم لا يمتلكون الدعم اللوجستي من الأقوياء سواء أكانوا يمثلون دولا أو منظمات أو شخصيات مؤثرة وهم الذين كانوا يعتمدون عليهم إبان حكمهم الاستبدادي البائد في الاستقواء ضد معارضيهم أو تمرير أجندة مضرة في إطار سياساتهم الفاشلة.
إن مؤتمر الحوار الوطني وُجدَ لينجح رغم أنوف أولئك الذين يسعون لإفشاله ذلك لأن مؤتمر الحوار الوطني تتمثل فيه معظم قوى الشعب اليمني التي تتطلع للتغيير والخروج بالبلاد إلى بر الأمان. كما أن هناك تجربة مريرة لدى عامة الشعب اليمني خلال عقود ماضية تمثلت تلك التجربة في فساد وظلم من حكموا سابقا وهم من نراهم اليوم يقفون كثورة مضادة ضد الوفاق و ضد الحوار، فلا يعقل أن الشعب يعيدهم إلى سدة الحكم مرة أخرى أو يقتنع بأطروحاتهم ورؤاهم المفتتة للنسيج المجتمعي اليمني والمضرة بالوطن وأبنائه، إذ ليس من المنطق أن يسعى الشعب لتدمير نفسه بنفسه!! إن الحاقدين على الوطن عندما فقدوا مصالحهم بعد أن أطاحت بهم ثورة الشباب السلمية عادوا من الأبواب الخلفية لتخريب كل شيء جميل في اليمن بل تحالفوا مع أعدائهم المفترضين ضد الوطن ولو هُيئت لهم الأسباب لتحالفوا حتى مع الشيطان. هؤلاء الحاقدون عملوا ويعملون بكل قواهم من أجل تحقيق أهدافهم التدميرية لكنهم لن يستطيعوا أن يحققوا شيئا حيث ستتحطم كل مؤامراتهم على صخرة وعي الشعب اليمني الذي يأبى الضيم هذا الشعب الحر الذي سيجسد حتما قول أبي الأحرار الشهيد الزبيري : ونأبى الحياة, إذا دُنست بعسف الطغاة وإرهابها ونحتقر الحادثات الكبار إذا اعترضتنا بأتعابها إن الحوار الوطني في اليمن وإن اعترضته بعض العوائق والصعوبات من قبل هؤلاء الحاقدين فإن الأمل بنجاحه كبير إذ لا يمكن أن تتغلب شرذمةٌ قليلةٌ على إجماع الشعب اليمني كله، كما أنه لا يمكن أن يصمت الشعب اليمني على أي أجندات تحول اليمن إلى الفوضى أو التبعية لأي طرف كان يستهدف أمن وسلامة وهوية اليمن، فإذا كان أولئك المخربون قد فقدوا عقولهم – كمجانين الشوارع - وساروا في ركاب التخريب, فإن عقلاء الشعب لابد أن يكونوا لهم بالمرصاد، ولابد أن يتحمل رئيس الجمهورية مسؤوليته وكذا حكومة الوفاق في حماية الناس ومصالحهم وفي بسط هيبة الدولة وإنهاء التقطعات و التخريب والفساد، و العمل على محاكمة الجناة في الاغتيالات واستهداف الكهرباء والنفط، وتوفير الخدمات للشعب، عليهم أن يوقفوا مسلسل الاغتيالات الممنهجة وعليهم أن يرشدوا الخطاب الإعلامي ليكون سندا لإنجاح الحوار الوطني وهذا كله مقدور عليه إن هي صدقت النيات وأخلصت القلوب وامتلأت بحب هذا الوطن بعيداً عن أي مصالح شخصية.
ومضة لـ(أحمد مطر)
أنا الأرضُ التي تُعطي كما تُعطَى
فإن أطعَمتها زهـراً
ستَزْدَهِـرُ.
وإنْ أطعَمتها ناراً
سيأكُلُ ثوبَكَ الشّررُ.
فليتَ) ا للاّت (يعتَبِرُ
ويكسِـرُ قيـدَ أنفاسي
ويَطْلبُ عفـوَ إحسـاسي
ويعتَـذِرُ!!
غالب السميعي
الحوارُ.. وأوهام الحاقدين!! 1490