;
د.حسن شمسان
د.حسن شمسان

الإخلال بحركة "الحياة والثورات" ! 1335

2013-05-24 16:16:26


الإنسان في هذه الحياة إنما أوجده الله ليكون قائداً ومشاركاً في عمارة الأرض والمشاركة تقتضي الحركة والتفاعل وهذا يقتضي حصول الخطأ ومن ثم النقد وحصول هذا الأخير لصحة المسير في العمارة والبناء خير دليل. حتى أن حركات البناء الكوني كله تسير متوازية دون ثمة تصادم ودونما ثمة مشكلة إنما تطرأ المشكلة عندما ينحرف العاقل ليتحول من قائد إلى مَقُود؛ فالأصل في القائد أن يعقله عقله لكن لحظة تخليه عن غرفة عمليات القيادة الخاصة به سوف يجعل نفسه معقولا بعقال غيره أي أن يصير تارة مثل البعير الذي يقوده الخطام وإذا كان هذا طبيعي يتواءم مع طبيعة البعير /غير العاقل/ فإنه لا يتلاءم مع طبيعة من زوده الله بالعقل لكنه لما تخلى عن عقله صار لزاما أن يربط بعقالين لأنه انحرف عن مساره /مرتين/ مرة عندما ألغى عقله فصار مثل البعير؛ لكن لما رضي أن يقوده بشر مثله فقد عصى ربه ولم يفعل ذلك البعير حيث إنه يؤدي وظيفته بذلك التذليل لأن العير إنما أوجده الله وذللهُ ليقاد؛ فاستحق خطام أو عقال واحد وذلك لما تجاوز حده استحق خطامين أو حبلين أو عقالين عقال قد حكم به على نفسه ساعة أسقط عقله ونسي حشره وبالعقال ابتلع سمه، وعقال آخر يحبسه حتى لا ينشر بين الناس شره.
إذاً تختل حركة العمارة في الأرض لحظة التخلي عن مركز القيادة للآخر "فيأتي أبواه فيه دانه أو ينصرانه أو يمجسانه" فينجسانه ويستعبدانه وقد ولد طاهر بالإسلام وحيا بالعقل والحرية (حرية التفكير والاعتقاد).
إذاً المشكلة تحدث وحركة العمارة تفقد التوازن عندما ترتضي مجموعات قائدة أن تُقاد فتتعثر الحركة تارة وتقف تارة وتزحف تارة وتزحف تارة وتمضي "الهويناء" تارة أخرى بسبب هؤلاء /البراميل المنتفخة والفارغة/ والتي سلمت عقالها فريضت أن يملأها غيرها وأخذت بزمامها يد عبثية تقودها متى تشاء وكيفما تشاء وحيث تشاء . وبسبب هذه المخلوقات الغريبة (وهي غريبة لأنها تخلت عن إنسانيتها /العاقلة/ أي تخلقت عن عقال خالقها ورضيت بأن يعقلها مثيلها لتقتل بني جنسها من الإنسان وهذا لم يحصل ولن يحصل في عالم الحيوان؛ لأن البعير الذي من جنس الحيوان إنما سلم قياده للإنسان بأمر الله فأطاع وقبل الأمر وهو لا يمتلك العقل وهو كذلك اي البعير لا يفتك ببني جنسه لأن برمجتها ما زالت ربانية فطرية وبالتالي حركته تتسق مع حركة بناء الكون لهذا أمكننا أن نصطلح على أمثال هؤلاء الذين تخلفوا عن القيادة /مخلوقات غريبة/ لأنها هوت قيمة دون الحيوان بعد أن تخلت عن إنسانيتها وقبله اسلامها ,فلا هي إنسان ولا حيوان (بل هم أضل) أي مخلوقات غريبة؛ لأن كلا من الإنسان العاقل والبعير يقودهما ربهما فهما قائدان ومقودان لله؛ لكن ذلك المخلوق تخلى عن كل شيء, فأصبح ليس له مثيل وحق لنا أن نصطلح عليه مخلوق غريب. لأنه في وظيفته قد خالف سنن ونواميس الكون وأدى بحركته إلى صدام ولم تفعل ذلك الأنعام.
والإنسان لما ولد مسلماً وحراً ترتب عليه أن يكون /وطنياً ومنتمياً ولاء للوطن, فالوطن من الدين هكذا العقل يقول لكن لما تخل البعض عن عقولهم صاروا أشبه بالدمى الآلية (قيادات كالدمى) تعمل بالريموت كنترول؛ وما ذلك إلا لأنه تخلى عن عقله المبرمج فطريا (برمجة الخالق) وسلم نفسه لمن يبرمجه على الطريقة الغربية تارة والشرقية تارة أخرى ومن رضي بهذا يصبح فعلا غريبا تختلف برمجته عن برمجة "الأناسي" العاقلة والأنعام، حيث كلاهما مبرمج على ما تقتضيه حركة الحياة والعمار وإنما تنحرف الحركة عن مسارها بسبب ذلك المخلوق الغريب الذي يبدو من مظهره أنه إنسان لكن عقله المبرمج يجعله يقف عائقا في طريق حركة البناء فتسلم أنه شيطان وظيفته هي إعاقة حركة الإنسان والجماد والحيوان؛ بيد أنه يختلف عن شياطين الجن؛ لأن القرآن ميزهم عن بعض فذكر شياطين الإنس وشياطين الجن بما يوحي فعلا بغرابته في العالمين (عالم الجن والإنس) فهو غريب لأنه عطل عقله وبالتالي عُدّ ليعطل الحركة حركة البناء الدائبة والدائمة ويجعلها في تصادم واضطراب، فخاب ظن من برمجه وخاب.
وهذه المخلوقات الغريبة التي تخلت عن عقلها ورضيت البرمجة قد حصل لها ذلك المسخ فهي لا تقبل النقد ولا النصح وتعرقب الحوار ولا تقبل حتى الاستيعاب لأن سعتها لم تعد قابلة للزيادة أو التحديث لغرابة تلكم البرامج, فاليمني الوطني - مثلا -مبرمج على حب اليمن والموت في سبيلها لهذا تقول له الإيمان يمان والحكمة يمانية فيسعد أيا كان اتجاهه يمينيا أو يساريا. لكن في المقابل هناك مخلوق غريب تقول له: تحدث عن اليمن والإيمان فيحدث عن إيران تقول له الإيمان يمان وديننا الإسلام فينتفض -رافضا - كأنه شيطان وهو في الوقت نفسه يرفع شعار الموت للأمريكان . وإذا قلت له الحكمة يمانية يقنعك أنها / إيرانية/ في حين هناك من يمزج بين الإيمان والغرب وإيران فيظهر اليمن ويبطن الغرب ومعها إيران. وكأن ساعة الولادة تعود لكنها هذه المرة هي ولادة الحكمة اليمانية التي لا تلد الا وطنيا فيأتي أبوا البعض /من الرضاعة/ "يبرمجانه" فيحوثانه" "يطهررانه" أو" يؤمركانه" "يغربانه".

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

خالد الرويشان

2024-09-28 00:47:57

المارد والقمقم!

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد