ثلاثة أعوام مرت والحزن والرهق يرسمان سحنتهما على وجه الأب الذي يواصل كفاحه المرير منتصراً لدم فلذة كبده الذي سفك في مدينة الموت " صنعاء " .
السادس والعشرون من مايو هي الذكرى الثالثة لليوم المشئوم على أسرة وضاح الذي طالته أيادي الغدر دون جرم يذكر سوى أنه لم يكُ ذاك الإنسان الذليل ولا الخانع لأفعال " البلطجة والاستفزازات المستمرة لكل عابر سبيل " لتبدأ من حينها رحلة التنقل للأب المكلوم بين صنعاء وعدن ومواجهة أطراف امتهنت القتل والفت طريق المحاكم وطرق التحايل على قوانين " العدل "
طيلة السنوات الثلاث التي لم يغيب فيها وجه وضاح عن مرأى" خيال " أبيه الذي يراه يقتل كل ثانية تمر في خلد الزمن , كان الأمل يحبوه بان مؤسسات القضاء في البلد سوف تنتصر له خاصة بعد ثورة شبابية عارمة انتفضت من أجل الانتصار للإنسان , وراوده الأمل لحين من الدهر بان " حكم الله " سيتم عبر هذه المؤسسات القضائية ولكن هيهات وآن لحكم الله ان يعرف طريقه وسط دائرة من لوبي الفساد في القضاء مازالت هي الوجوه القديمة ووجوه جديدة لم تستطع التعامل إلا بماضي العدل المغيب ,
فالتمالي والمحاباة واللعب بأوراق القانون عبر الألفاظ القانونية والثغرات التي تمكن "القاتل / القتلة " من النفاذ "بجلده / بجلودِهم" من " حُكم الله " وتمييع القضايا هي جزئية لتعامل القضاء مع الجرائم الواضحة إلى جانب المط بوتيرة مُضنية ليدخل اليأس قلب كل صاحب حق ليتنازل عن قضيته .
يا الله ! أرواح تغادرنا تنفيذا لرغبة " شياطين الأنس " ممن لم تردعهم " حكومتنا الغائبة " ولا خوفهم من " رب " يمهل ولا يهمل , ولا من وازع أخلاقي . بالأمس القريب " تزهق روح بياع الخضار السامعي مقابل مائتي ريال يتقاضاها بلاطجة الأسواق , " أمان , والخطيب , تسفك دماءهم لمجرد العبور أمام موكب عرس " ابن الشيخ " وهل تتسع صفحات الصحف لنتذكر كل من سقطوا قربان لرغبة الشياطين في بلدي ! المعذرة لكل شهيد ومغدور لم نستطع إن نجعل من أرواحنا جسرا للانتصار له ..
ما أخبثنا وما أبشع قلوبنا التي تسكت عن الظلم وتداهن القاتل وتعادي الضحية !.. وما أوجع قلب المظلوم الذي هرع إلى مجرى القضاء ضن منه انه طريق العدالة الأفضل والأضمن لإحقاق كل حق ودحض كل باطل !.
في زمن كزمننا يولد الثأر بفعل القضاء المتردي , وتشب نار لا تنطفئ يتوارثها الأجيال كوصية ملزمة , وكان بالإمكان إخماد كل فتنة بتصحيح أهم مؤسسة في الدولة وجعلها "منتصرة للحق " دون مراعاة " ذو الظهور الكبيرة " ومن لهم بخبث صولات وجولات في تمييع القضايا ..
الحاج أمين ثابت والد الشهيد وضاح مازال على خطى العزيمة بالانتصار على القتلة حتى بعد ان وجد نفسه وحيدا دون أبناء قومه وعشيرته وبعد ان حكمت له المحكمة بدية " زهيدة " استخفاف بالدم الذي أُريق دون وجه حق وبسبق إصرار وترصد بعد تهديدات أطلقها القاتل ونفذها بعد خمسة أيام .
يقولها مراراً " لن أرضى الا بحكم الله المتمثل بالقصاص من قتلة فلذة كبدي, مع أن المقارنة ظالمة جداً بين ولدي المهندس الخلوق وبين " بلاطجة يمتهنون التقطع للبشر " وهل يرضيني أن تكون هذه الأرواح اللئيمة مقابل روح ولدي الطاهرة ! إنما هو الامتثال لحكم رب العالمين الذي تصر المحاكم على عدم تنفيذه حتى اللحظة, لذا قدمتُ استئنافاً بالحكم لأرى إن كان هناك بصيص أمل للعدل في هذا البلد.
فهل حقاً تبقى في دولتنا قبس من عدالة لتنتصر لدماء القتلى ؟!وهل ستنفذ حكم الله ليرتدع كل شيطان يزهق الأرواح بدم بارد ؟!
أحمد حمود الأثوري
الذكرى الثالثة للشهيد وضاح أمين 1812